في رحيل الملياردير المتمرّد
توفيق بوعشرين
بنى نفسه بنفسه، ولم يتسلّق على ظهر عائلة مشهورة، ولا تسلح بالقرب من سلطة، ولا كانت معه شهادة جامعية، ولم يستظل بمظلة حزبٍ أو جماعة أو قبيلة، بدأ راعياً للغنم في قبيلة مهمشة، وانتهى على قائمة مجلة فوربس لأغنى أغنياء العالم. إنه ميلود الشعبي الذي توفي، الأسبوع الماضي في ألمانيا، عن 86 عاماً، قضاها في الجد والعمل والصمود والمقاومة وفعل الخير.
ليس الشعبي أول عصامي يبني ثروة من لا شيء، وليست قصة نجاحه الوحيدة في المغرب والعالم العربي، لكنه بالقطع نموذج متفرّد بين رجال أعمال شجعان، لم يمنعهم الخوف على المال من فتح أفواههم، ولا وقفت ثرواتهم أمام صراحتهم في وجه السلطة، ولا زرعت مصالحهم الخوف في قلوبهم، معه سقط شعار “الرأسمال جبان”.
بدأ راعياً في منطقة الشياظمة (جنوب المغرب)، كان يافعاً عندما اضطر للابتعاد عن كتّاب حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة، والتوجه إلى رعي الماشية، لأن المجاعة والأمراض في مغرب الثلاثينيات خطفت بعض أفراد عائلته، ما اضطر الشعبي للعمل في الأرض لمساعدة الأسرة الفقيرة.
ثلاث محن لعبت دوراً كبيرا في قصة نجاح الصبي. الأولى، عندما أكل الذئب شاة من قطيع الراعي الصغير، وهو نائم تحت شجرة، ما اضطره للهرب من المنزل، مخافة عقاب والده الذي لم يكن يتساهل مع مثل هذا الخطأ. خروج الطفل ميلود المبكر إلى مدرسة الحياة الصعبة علمه الكثير في مشواره المثير. الثانية، في القطار بين مراكش والقنيطرة، حيث كان قاصداً بيت أخيه في سلا الذي يعمل في البناء، ولأن التعب كان قد هدّه، غفت عينه حتى أخطأ محطته، فوجد نفسه أمام مراقب القطار الفرنسي الذي لم يصدّق حكاية نوم الشاب، وطالبه بدفع الفرق بين تذكرتي القنيطرة وسلا، حيث كان منتظراً أن ينزل هناك. ولأن الفقر والعوز كانا رفيقي الصبي، فإنه عجز عن أداء ثمن تذكرة العودة إلى منزل أخيه، فصفعه المراقب الفرنسي، وأنزله من القطار، فبعث الله للفتى الشعبي مواطناً مغربياً، أخرجه من ورطته، ودفع عنه ثمن العودة إلى حيث يسكن أخوه. الثالثة، طرد صاحب مقاولة بناء في القنيطرة في الأربعينيات الشعبي الذي صار عامل بناء ماهر، نتيجة وشاياتٍ كاذبة من زملائه. أصبح الشاب العصامي أمام خيارين، التشرّد أو تأسيس مقاولة صغيرة في البناء، بعد أن سدّت في وجهه الأبواب. وهكذا تضافرت المحن الثلاث، لتصنع من ميلود الشعبي شاباً مقاولاً معتمداً على نفسه، ومعتداً بها في بلادٍ، كانت على وشك الخروج من الفترة الاستعمارية. .. هكذا ولدت النواة الأولى لما أصبحت تعرف اليوم مجموعة “يينا” التي تضم عشرات الشركات الكبرى والماركات التجارية، حيث تجاوزت ثروة الشعبي 2.5 مليار دولار.
لم يبن الراحل ثروته الكبيرة في أميركا أو أوروبا، حيث الشعار دعه يعمل دعه يمر، بل في المغرب، حيث الأغنياء فصيلة واحدة تقريباً، يولدون ويعيشون ويموتون ويربحون ويخسرون، بإذن السلطة وأوامر السلطان، بلاد ترى أن استقلالية الرأسمال خطر كبير على هيبة الدولة. لهذا، كان القصر في المغرب يعمل مع الأغنياء بالمثل الإفريقي “تلعب اللبؤة مع أطفالها طوال اليوم لكي لا يبتعدوا عنها”. بنى ميلود الشعبي ثروته بعيداً عن السلطة، وأحياناً في مواجهتها. لهذا، حورب من رجال الملك الحسن الثاني مراتٍ، واضطر للخروج إلى ليبيا ومصر والإمارات وفرنسا وأوروبا للعمل وكسب المال في اللحظات التي تتوتر فيها علاقته بالجالس على العرش، والذي كان يكره في الشعبي تمرّده واستقلاله واعتداده بنفسه.
عندما أطل الربيع العربي، نزل الملياردير الشعبي إلى الشارع، يساند تظاهرات شبّانٍ في عمر أحفاده، خرجوا يطلبون الإصلاح والعدل والحرية وفصل السلطة عن الثروة. كان مشهداً غير مألوف أن ينزل ملياردير إلى الشارع، للنضال ومساندة الحراك الديمقراطي. كان الشعبي يعرف أنها مجازفة كبيرة، لكنها فعلها، وتحمّل فاتورة كبيرة بعد هذه المبادرة. ستبقى سيرته للدرس والعبرة
اقرا أيضا
عامل الإقليم يتفقد سير عملية إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال بإميندونيت واداسيل
الإدارة العامة للأمن الوطني تعين “مخلص” رئيسا جديدا للهيئة الحضرية بإمنتانوت
النيابة العامة بإمنتانوت تضع شخصين تحت تدابير الحراسة النظرية بعد اعتدائهما على مجلس قرآني نسائي بأداسيل
بالفيديو.. ستيني يهاجم مجلسا قرآنيا لسيدات بجماعة أداسيل والفعاليات المدنية تستنكر
عاجل.. فاتح رمضان المعظم 1445 يوم الثلاثاء 12 مارس 2024م
على بعد ساعات من شهر رمضان.. احتقان في صفوف ساكنة الأحياء المجاورة للمسجد الأعظم المغلق بإمنتانوت ودعوات للسلطات للتدخل
عقارب الساعة بالمغرب تعود إلى التوقيت “القانوني” بحلول شهر رمضان (بلاغ)
تعزية.. طاقم “شيشاوة الآن” يعزي في وفاة شقيقة واهروش رئيس جماعة مزوضة
البقالي مدير التعليم بشيشاوة يتفقد أحوال تلميذات وتلاميذ مركزية م/م السعديين بمستشفى محمد السادس
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- منظمة الإغاثة الأمريكية وتنغير الكبرى بشراكة مع كلية الأداب ينظمون “خرجة بيداغوجية” لفائدة الطلبة الباحثين في جماعة إمكدال بالحوز
- بنطلحة يستحضر ضرورة نشر الوعي المعرفي بعدالة قضية الصحراء المغربية
- وفاة بنسعيد آيت إيدر بالمستشفى العسكري بالرباط
- بينهم طبيب وممرضان وحراس… توقيف شبكة تتاجر في الأطفال الرضع حديثي الولادة
- بعد أن وظف “الفايسبوك” لإستمالة ضحاياه.. الشرطة القضائية و”ديستي” الصويرة تعتقلان زعيم عصابة مختصة في الهجرة السرية بجماعة أقرمود
- لجنة نيابية تدرس قانونا يضفي صفة الموظف على أطر الأكاديميات وبنموسى يعتبر أن التعاقد انتهى نهائيا
- الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والأساليب المماثلة تنتظم تدريبا وطنيا لفائدة العشرات من النساء والحاجي تشيد بالتنظيم النوعي للدورة
- نجاح متميز لفعاليات الدوري الممتاز للكرة الحديدية بشيشاوة بحضور عامل الإقليم
- المناداة رسميا على الشيشاوي الناضي ضمن تركيبة المنتخب الوطني لأقل من 15 سنة لكرة القدم
- تحركات حثيثة للعثور على بديل للناصيري رئيسا لمجلس عمالة الدار البيضاء
- الركراكي : أسود الأطلس يطمحون للوصول للمربع الذهبي للكان
- بمناسبة عيد الاستقلال.. قافلة رياضية ترفيهية لفائدة أطفال بملاعب الثانوية الإعدادية لالة عزيزة
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8
- فأر صغير يحظى بلقب كبير ويدخل غينيس!8
- الدكتور لكريني من مراكش: “الرياضة قوة ناعمة بمقدورها مواصلة تلطيف الأجواء الديبلوماسية بين الشعوب المغاربية رغم بعض التوظيفات المعزولة”8