توفيق عطيفي – الآن بريس 
قال الدكتور محمد الغالي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض والخبير في الشؤون البرلمانية، أن انتخاب الحبيب المالكي عن حزب الاتحاد الدستوري رئيسا لمجلس النواب، يأتي في سياق خاص ومرتبط بقضايا وصفها بالحساسة للدولة المغربية، حيث بلادنا مقبلة على ملفات استراتيجية تتعلق بعودة المغرب الى المنظمة القارية “الاتحاد الأفريقي” وأنه من غير المقبول ان تبقى الأمور في وضعية الاحتباس في إشارة الى البلوكاج الحكومي.
وفي تعليقه على انسحاب حزب الاستقلال من جلسة انتخاب الرئيس، أوضح الدكتور الغالي الذي حل ضيفا، ليلة اليوم الثلاثاء 17 يناير” على برنامج “قضايا واراء” الذي يديره الزميل عبد الرحمان العدوي بالقناة الأولى، (أوضح)، أن مسألة الانسحاب في عمقه الدلالي دائما يؤدي الى الاحتجاج، وأنه لا يليق بالأحزاب السياسية الانسحاب في مثل هذه المواقف، لأن هناك ضمانات دستورية صريحة للمعارضة خاصة الفصل العاشر، هذا الأخير الذي قال عنه الدكتور الغالي أنه يعد أطول فصل في الدستور، حتى تكون المعارضة جزء من العملية التدبيرية.
وأضاف، أنه بالمقارنة بين الوضع السابق والحالي للمعارضة، فليس هناك اي وضع اعتباري للمعارضة بل كان وضعها نشازا، وان الدستور الجديد اخرجها من هذا الوضع الى وضع ادماجي، مبرزا أن المعارضة في بريطانيا تعد حكومة ظل تراقب عمل الحكومة، وبالعودة الى النموذج المغربي أوضح ذات المتحدث أن مكتب مجلس النواب عند رغبته في إعداد جدول أعمال الدورة يفرض عليه القانون معالجة مقترحات المعارضة، وهو ما اعتبره مؤشرا يعمس التوجه نحو الاتجاه الاندماجي، حيث المسؤولية متبادلة بين الطرفين.
وبالعودة الى مشاورات التحالف الحكومي التي توقفت منذ بيان”انتهى الكلام” لرئيس الحكومة المكلف، كشف الدكتور الغالي، أن حزب التجمع الوطني للأحرار له تخوف حتى الا يعيد تجربة التحالف الحكومي السابق في حكومة بنكيران الثانية، والتي لم تسعف هذا الحزب في فرض موقعه، وأوضح ان حزب الحمامة يحتل المرتبة الرابعة بفارق ثمانية وثمانون مقعدا مع الحزب المتصدر، مما يعني أن توجهه نحو التحالف مع الاتحادين الاشتراكي والدستوري هو تكتيك سياسي حتى يضمن لنفسه التوازن وأصلا الأمر ب “مسألة يحكمها منطق رابح رابح”.
أما بخصوص الاتحاد الاشتراكي فقد قال عنه الدكتور الغالي، أن حزب المهدي بنبركة يعاني من مجموعة من المشاكل الداخلية وأن محاولته التحالف مع الحكومة المرتقب تشكيلها يعني التوجه نحو تبديد المشاكل الداخلية للاتحاد.