الدكتور النشطاوي يفكك متلازمة السياسة والرياضة في ندوة العمل المغاربي المقامة بمراكش

توفيق عطيفي – مراكش
في قراءته التفكيكية لمتلازمة السياسة والرياضة، قال الدكتور نشطاوي محمد، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بمراكش، أن السؤال الجدير بالطرح اليوم لم يعد هو سؤال اثبات العلاقة بين السياسة والرياضة، بل سؤال حدود التأثير لمتلازمة غنية بما وصفه بالأعراض “تسييس الرياضة وترييض السياسة”، مشددا أن محاولات الفصل بين مكوني هطه المتلازمة سيبوء بالفشل بالضرورة بالنظر لسلطان الواقع الذي يضعف طرح سلطان الخطاب المعبر عن الماينبغي أن يكون وليس ما هو كائن.
واستعرض الدكتور نشطاوي، وقائع من تاريخ الرياضة الدولية، كما وقع في الألعاب الأولمبية في موسكو وفي لوس انجلس والحرب بين سالفادور والهندوراس، وطبيعة العلاقة بين مصر والجزائر وبين هذه الأخيرة والمغرب، والتي تثبت كلها ما وصفه بتلويث السياسة للرياضة واستغلال هذه الأخيرة ، للأحداث والمحافل الرياضية للتأثير في الرأي العام سواء الوطني أو الدولي.
مداخلة الدكتور نشطاوي، تمحورت حول بحث امكانية الفصل بين الرياضة والسياسة من جهة واعتبار الرياضة قوة ناعمة للتموقع الاستراتيجي، حيث أوضح بشأن المكون الأول لمداخلته أن الرياضة ذات حمولة سياسية وتستغل لنشر الأخبار المراد لها أن تصل الى الرأي العام والاستفادة من تلك الأحداث، ضاربا المثل بالنظام الجزائري الذي عمد الى استغلال الرياضة كاستراتيجية للإلهاء، والتي يوظفها حكام قصر المرادية لإيجاد عدو مفترض للدولة وللشعب لقطع الطريق امام المواطن الجزائري المغلوب على أمره للحيلولة دون طرحه لأسئلة مآلات الثروة التي تدبر سنويا والتي تتجاوز 170 مليار سنويا.
وأردف أن ما يعكس جاذبية الرياضة نسبة الجماهير التي تحضر للملاعب والتي تفوق 120 ألف متفرج، ناهيك عن جمهور البث التلفزي الذي يفوق في مقابلات كأس العالم أربعة ملايير في المباراة الواحدة. ووصف نشطاوي السياسي بالانتهازي بالطبع، حيث لا يفوت أي فرصة لمعايشة الجماهير في فرحتها وفي طريقة احتفالها، كحالة استغلال النظام الفاشي في إيطاليا فوز إيطاليا بكأس العالم سنة 1934، وكيف وعد الرئيس الأمريكي هنري كسنجر الأرجنتين سنة 1978 بالحصول على كأس العالم بعد التواطؤ مع البيرو، وكيف جرى استغلال الشعوب البرازيلية والافريقية من طرف أنظمتها المستبدة عبر الرياضة، لتتحول معه هذه الأخيرة الى مساحيق للتجميل لإخفاء حقيقة الأنظمة السياسية لتكون بذلك مثالا سيئا للدمج بين السياسة والرياضة.
كما أبرز الدكتور نشطاوي الدورالجيوبولتيكي لكرة القدم في رصد كيفية تصريف أزمات الدول، مشيرا الى واحد من الأعمال الكبرى لفهم متلازمة الرياضة والسياسة في إشارة الى كتاب “المتلاعبون بالعقول” للمفكر هربرت شيلر، والذي أظهر فيه كيف باتت الرياضة جزء من صناعة متكاملة لاستغلال الإنجازات وتجاوز الإخفاقات. كما أن هذا الدور يظهر بجلاء أيضا في تشكيل العقل الجمعي وتحديد مصير الكثير من الأنظمة، وكيف أصبح تحقيق الفوز الرياضي بات مثل نشوة لمفعول المخدرات، والكيفية التي عبرت بها الجماهير المغربية في المشاركة الأخيرة في كأس العالم عن فرحها العارم، علما أن كرة القدم ليس لها تأثير على اقتصاد البلاد وليست لها عائدات إنتاجية، وهي المنطلقات التأملية التي أوصلت ذات المتحدث الى القول بأن الرياضة عموما وكرة القدم على وجه التحديد آلية من آليات الضبط والتحكم في المواطن وتوجيهه واستغلاله. وفي مقابل ذلك لا أحد يهتم من هذه الجماهير لخروج الدولة من دائرة تصنيفات التنمية الدولية.
وبخصوص المحور الثاني “الرياضة قوة ناعمة للتموقع الاستراتيجي”، فقد استهله الدكتور نشطاوي محمد، بالإشارة الى أن بناء الدولة لقوتها الاقتصادية يتم عبر السياحة والمعادن وموقعها الإستراتيجي في الخريطة الدولية، وكيف أن بعض الدول تفتقر لمقومات بعض الدول تجد في الرياضة وسيلة لهذا التموقع خاصة تلك التي تفتقر لمقومات القوة، وهي الاعتبارات التي يجعلها تلجأ الى اعتماد وسائل بديلة لصناعة القوة كما عليه الحال بالنسبة لسياسات قطر الدولية بدء من قناة الجزيرة، وصولا الى تجنيس اللاعبين وشراء أندية كروية عالمية وتمويل كأس العالم 2022 من الصندوق السيادي للدولة وكل هذا لتجاوز تداعيات محيط دولي متقلب وعدائي بالنسبة لقطر قبل المصالحة الخليجية الخليجية وفقا لتعبيره.
اقرا أيضا
الأغلبية المعارضة في مجلس مجاط تسقط “برمجة الفائض” الذي أعده الرئيس ومكتبه
عامل شيشاوة يعطي تعليماته الصارمة لتعزيز دور المراقبة والحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية
فريق نهضة شيشاوة يدك شباك الشياظمة بسداسية نظيفة ويواصل صدارة المجموعة
انتخاب البرلماني عوض العمارة عضوا في المكتب السياسي للحركة الشعبية وناصح ونازه عضوين في المجلس الوطني
عاجل.. سرقة أسلاك نحاسية لشركة اتصالات يستنفر درك مجاط
المجلس الجماعي لأسيف المال يصادق على برنامج عمله 2022-2027 في دورة فبراير والمعارضة تنسحب من اشغالها
التويزي رئيس فريق “البام” بمجلس النواب: المهاجري ابن الحزب ولن نفرط فيه
مؤسسة محمد الخامس للتضامن تشرع في إيصال المساعدات للساكنة القروية باقليم شيشاوة
منعش سياحي بالمزوضية يتهم عون سلطة بتحريض شهود زور ضده في ملف معروض أمام القضاء
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
-
بعد التلويح بمعاقبة الأساتذة المقاطعين.. نسبة إدخال النقط في “مسار” تسجل تحسنا طفيفا
-
وسيلة إعلام مقربة من ماكرون توقف مذيعا بسبب استعماله عبارة “الصحراء المغربية” في تقاريره
-
الدكتور بنطلحة يكتب: عندما يصير مستقبل بلد بيد مقامريه
-
حكيم زياش رسميا إلى باريس سان جرمان.. وبوفال من أنجيه إلى الريان القطري
-
سنة حبسا موقوف التنفيذ في حق 10 من أساتذة التعاقد
-
عاجل.. شرطة الرباط تهتدي لقاتل حارس ليلي.. وسبب الجريمة “خلافٌ قديم”
-
فريق نهضة شيشاوة يدك شباك الشياظمة بسداسية نظيفة ويواصل صدارة المجموعة
-
حكيم زياش رسميا إلى باريس سان جرمان.. وبوفال من أنجيه إلى الريان القطري
-
زعدود مدرب نهضة شيشاوة ينتزع الانتصار الثاني على التوالي في بطولة القسم الشرفي الأول
-
النهضة الرياضية لكرة القدم تنتزع فوزا ثمينا من شباب سيدي المختار في عقر داره
-
القناة الأولى ترصد وضعية ملاعب القرب بشيشاوة.. والأطر الرياضية تطالب بعناية المشاتل الكروية
-
وفاة أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه
-
الدكتور لكريني من مراكش: “الرياضة قوة ناعمة بمقدورها مواصلة تلطيف الأجواء الديبلوماسية بين الشعوب المغاربية رغم بعض التوظيفات المعزولة”8
-
وفاة أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه8
-
بعد 12 عاما.. إطلالة الشيخة موزا تثير الاهتمام8
-
جبل طارق: “ساعات حاسمة” من العمل للحيلولة دون وقوع أزمة بيئية بعد اصطدام سفينة بناقلة غاز8
-
دراسة: تعاطي الماريخوانا والعقاقير المهلوسة بلغ مستوى قياسيا بين اليافعين عام 20218
-
السعودية تجيز زواج المعتوه بـ 3 شروط8