أولاد المومنة على صفيح ساخن.. بسبب تعليق صرف إحدى الشركات لمستحقات العمال وأرباب النقل والسلطات تتابع الوضع – فيديو

توفيق عطيفي – شيشاوة الان
يعيش العشرات من العمال الموسميين وأرباب النقل التابعين لإحدى شركات الخدمات الفلاحية بجماعة سيدي المختار بإقليم شيشاوة ظروفا اجتماعية صعبة اضطروا معها الى تنظيم معتصم مفتوح أمام واحدة من الضيعات الكبرى من ضيعات “شيشاوة” بجماعة أولاد المومنة المنتجة للبرتقال، وذلك احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية التي في ذمة الشركة المالكة لضيعتين بالممنطقة، وسط استنفار السلطات وسرية الدرك الملكي.
وتعود ارهاصات الوضع الاجتماعي المقلق الذي يعيشه أكثر من 300 عامل بين مختص في عملية الجني وأرباب النقل ومستخدمي شركة “نبيل زحل للخدمات الفلاحية”، الى مستهل السنة الماضية، حيث شرع عمال هذه الأخيرة والتي تنشط في توفير خدمات النقل واستقدام المختصين في عملية الجني في العشرات من الضيعات الفلاحية داخل وخارج الإقليم، في تقديم خدماتها لشركة تمتلك ثلاث ضيعات كبرى من مزارع شيشاوة الكبرى، اثنتان منها بتراب جماعة أولاد المومنة والثالثة بتراب جماعة سيدي المختار، بعد الاتفاق على القيمة المالية لهذه الخدمات الفلاحية، أفضت الى جني 13000 طن من البرتقال تسلمت بموجبها شركة “نبيل زحل للخدمات الفلاحية” قسطا من مجموع مستحقات العملية، لتبقى 300 مليون سنتيم عالقة في ذمة الشركة من أصل 800 مليون سنتيم الى جانب مستحقات تهم البناء وتجهيز أراضي تابعة لذات الشركة ونقل الأسمدة يقول مصدر مطلع تابع لشركة “نبيل زحل”.
وأوضح ذات المصدر، أن رب شركة الخدمات الفلاحية تواصل مع إدارة الشركة المالكة للضيعات الفلاحية الثلاث قصد تسوية الوضعية المالية لأداء ما بذمتها لأرباب النقل والمستخدمين في عملية الجني، وهي العملية التي أفضت الى الاتفاق على الشروع في التسوية برسم موسم الجني الحالي، على أساس أن تدفع الباقي من المستحقات على رأس كل 15 يوما بالموازاة مع أداء مجموع مستحقات الموسم الحالي أو ما يعرف في أوساط المهنيين ب”الكنزة”، حيث تسلمت “نبيل زحل” بموجبه 600 ألف درهم بعد جني قرابة 1000 طن، على أساس أن يخصم هذا المبلغ من مستحقات السنة الفارطة.
وكشف ذات المصدر، أن العرف السائد بين المهنيين في القطاع في المنطقة هو “الثقة والكلمة”، وأن هذا الأخير هو رأسمال شركة “نبيل زحل للخدمات الفلاحية” سواء في علاقتها بباقي الضيعات الفلاحية أو في علاقتها بالمستخدمين من عمال الجني أو أرباب النقل وممونين للشركة في مجال المحروقات والتي ناهزت مستحقاتهم المالية أكثر من 170 مليون.
وأردف مصدرنا، أن الشركة المالكة للضيعات الفلاحية الثلاثة والتي توجد في ذمتها مستحقات لفائدة “نبيل زحل” تنصلت من التزامها المشار اليه أعلاه، بعد مرور شهر عن انطلاقة عملية الجني “الكنزة الأولى والثانية”، وهو الأمر الذي تسبب في خفض عملية الجني الى مستويات قياسية وصفها ذات المصدر بالملحوظة، الى أن عمدت الشركة المالكة للضيعات الثلاثة الى استقدام 90 مستخدما لم يسبق لهم الاشتغال في الضيعة كدفعة اولى، وذلك للقيام بمهام الجني، وهو الأمر الذي قابله العمال وأرباب النقل باستفسار مسؤولي شركة “نبيل زحل” وعمال من الوافدين الجدد، حيث أكدت هذه الفئة الأخيرة أستقدمت من قبل رب الضيعات الثلاثة، لينتهي الأمر الذي رفضها تقديم هذه الخدمة أمام وجود عمال لم تسوى وضعيتهم المالية كأسلوب تضامني ذاتي على حد وصف ذات المتحدث.

وتظهر العشرات من مقاطع فيديو متداولة على منصات نشطاء وسائط التواصل الاجتماعي بالمنطقة، شهادات عدد من العمال وأرباب النقل، والتي تعكس تدمرها من عدم تمكينها من مستحقاتها المالية، حيث قال أحد السائقين:”حنا ممخلصينش العام لي فات وزدنا تا هاد العام، حنا بغينا غير فلوسنا مول المازوط كيتسال لينا المازوط”. وقال سائق آخر أن 32000 درهم هي مجموع مستحقاته العالقة لدى “نبيل زحل للخدمات الفلاحية” وأن مالك الشاحنة التي يقودها تراوده شكوك بخصوص مآل هذه المستحقات، سيما وأن الشاحنة في أمس الحاجة للصيانة ولأداء واجبات التأمين السنوي والضريبة السنوية، وقال:” كنطالبوا هاد الناس اعطيونا فلوسنا نزيدو في حالتنا حنا مبقيناش كاع خدامين”.
وتظهر مقاطع الفيديو المتداولة عمال “الجني” بجوار احدى الضيعات المعنية وهم يفترشون الأرض ويحتجون على تماطل الجهة المسؤولة على أداء مستحقاتهم، خاصة وأن عدد منهم بحسب ما تظهر ذات مقاطع الفيديو لا يتوفرون على ما يعيلون به أسرهم.
والى ذلك تتابع السلطات الإقليمية والمحلية الوضع بترقب شديد مخافة أي تطور محتمل للوضع، حيث يقود قائد القيادة بمعية عناصر الدرك الملكي زيارات متكررة لعين المكان الى جانب تواجد أعوان السلطة بشكل دائم.
وايمانا منا بالرأي والرأي الآخر كمبدأ يؤطر منهجية اشتغال خطنا التحريري، وحتى تكتمل عندنا الصورة، حاولنا الاتصال بالطرف الثاني في الملف وتعذر.