مدينة نفيس التاريخية الحاضر والرباط موضوع ندوة علمية لمركز قطاف إلتئم لها الباحثين والمختصين بامنتانوت

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن

انطلقت قبل قليل من صباح اليوم الأحد 3 مارس، أشغال الندوة الوطنية:” مدينة نفيس التاريخية: الحاصر والرباط”، وذلك احتفاء بالذكرى الألفية لوفاة العالم المصلح وكاد بن زلو اللمطي – 445 ه – مؤسس رباط نفيس، التي ينظمها مركز قطاف للدراسات والأبحاث بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة ايمنتانوت، بقاعة الاجتماعات بجماعة امنتانوت، بمشاركة عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمهتمين بقضايا الفقه والتاريخ.

الدكتور المنصف الكرسي، في ورقة مشاركته الموسومة ب:” جهود المالكية في التربية والاصلاح – الامام وكاك نموذجا-“، أن المغرب عرف صراعا مذهبيا في بداية التأسيس بين المذاهب الأربعة ومحاولات الخوارج والشيعة والمعتزلة فرض هيمنتهم، وكيف استطاع المغاربة خلق بيئة سليمة للمذهب المالكي لعظمته ولما يربطهم به من وشائج القرابة، ورضاهم عن المصادر التي بنى عليها الامام مالك مذهبه، لصحتها في معالجة النوازل. واعتبر ذات المتدخل ان الشيخ وكاد يعتبر من بين العلماء المغاربة الفاتحين، حيث يعد عبد الله بن ياسين أحد تلامذته. وأن المغرب يعتبر ثالث حاضرة للمالكية بعد المدينة المنورة وقيروان بتونس، وكيف عمل الامام مالك على التصدي لمحاولات المس بالدولة الادريسية عبر فتواه الشهيرة بالبيعة. وأن حملات التشكيك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المصدر الثاني في المذهب المالكي، لذلك أن كل من يزعم ان السنة لا شيء فدعوته مردودة وطريقته هالكة لا محال.

من جهته قدم الفقيه صالح المنقوش، عميد مدرسة إلماتن العتيقة بتزنيت، مدورقته الموسومة ب:”الأسرة الوجاجية أصلها ونسبها وجهودها في نشر المعرفة”، استعرض فيها مسار حياة “سيدي وكاك” بالاستناد الى مصادر تاريخية بما فيها أعمال بن خلدون الذي وصفه باللمطي، وكذا المختار السوسي في كتابه “سوس العاسلة والمعسول”، وغيرها من احتمالات نشأته التي تضاربت في شأنها الأقوال والكتابات. كما استعرض سلسلة أسرة سيدي وجاج وما تفرع عنها من فروع. ليخلص الى أن ألوجاجيون أسهموا في تأسيس الكثير من المدارس العتيقة والتي فاق عددها 30 كمدرسة تالمست التي يوجد على رأسها محمد بن عبد الله الوجاجي. وأن هذه الاسرة أسهمت في نشر العلم من خلال مدرسة أكلو، ومن خلال المدارس التي أسستها ومؤلفاتهم والتمهيد لتأسيس الدول كعبد الله بن ياسين، وأن الأسرة لا زالت تقوم بأدوارها المتوارثة.

أما جامع بنيدير، باحث في التاريخ بمركز أكلو بتزنيت، فقد استعرض في ورقته العلمية المعنونة ب:” رباط وجاج بن زلو بين نفيس وأكلو”، أنه استطاع الوصول الى وثائق تخص أملاك أسرة “وكاد بن زلوان” من حقول وبيادر والتي تنتمي زمنيا الى القرن 10 و 11 للهجرة، وأن الوثائق موضوع التدقيق تضمنت “زلوان” وليس “زلو”، وأن مسيرة تدقيقه وبحثه في مصدر “زلو” قادته الى المكوت في “ايدوسملال” ومناطق أخرى بجزولة، وأن من مكت عندهم في تداولهم للأسماء دائما ينقصون الحرف الأخير، كفاطمة التي تنادى ب/”فاطم”، وأنه قياسا على ذلك أسس فرضية “زلوان- زلوا”. وأوضح أن رابطة علماء سوس احتفلوا بوكاد أسملال بدل وكاد اللمطي.

وأختتمت أشغال هذه الجلسة العلمية بمداخلة عبد السلام ايت باخة، باحث بمركز قطاف، والتي عنونها ب “دور الشيخ وجاج في التمهيد لتأسيس دولة المرابطين”، أن تمذهب المغاربة بمالك، جرى منذ الدولة المرابطية المعروفة بدولة الفقهاء، وكيف عمل أبوعمران الفاسي على التصدي للفكر الشيعي وأوجب على الفقهاء في فتواه الدفاع عن الصحابة لما فيه من مصلحة للدين، وأنه بعد تأسيس الدولة المرابطية بفضل ابوعمران الفاسي فكرا ووجاج اللمطي وعبد الله بن ياسين، استقر المغاربة على مذهب مالك ومحاربة العبيدية، وأن وجاج اللمطي هو المنفذ للرؤية الفكرية لأبي عمران الفاسي والتي توجت بتأسيس عبد الله بن ياسين للدولة المرابطية.