الطرقات والتسويق وقطرة ماء..ثالوث يحبط صناعة الفخار بمزوضة
مزوضة واحدة من المناطق الأمازيغية التي تؤثث جبال الأطلس الكبير، بإقليم شيشاوة، وجماعة ترابية لها امتداد في التاريخ، يعود إلى الزمن الموحدي، كما كانت تعرف بإنتاج مادة الصابون البلدي؛ لكن جفاف ثمانينيات القرن الماضي قضى على هذا الدور الاقتصادي، لتصبح صناعة الفخار التي تعج بها هذه المنطقة، التي تتكون من 97 دوارا على مساحة 240 كلم، هي المورد الوحيد لساكنة تقدر بـ23148 نسمة، حسب إحصاء 2014.
هنا، حيثما وليت وجهك تجد ورشة لصناعة الفخار (160 وحدة تقريبا)، تشتغل بأفران غازية، وتساهم في الحد من الهجرة القروية، وتوفر فرص الشغل لحوالي 3000 حرفي. وتعتبر هذه المهنة من أهم الحرف اليدوية الموجودة بجهة مراكش أسفي، وأقدمها بمزوضة؛ مارسها الأجداد وحمل مشعلها الأبناء، باعتبارها من المهن الإبداعية التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد الجماعة، التي تزود بلدانا بأوروبا وإفريقيا والخليج بما تحتاجه من أواني خزفية وتوفر للبناء بعض مواده الأولية.
ورغم هذه الأهمية التي تحظى بها صناعة الفخار بمزوضة فإن هسبريس وقفت على عدة مشاكل تعيق مسارها، وتحبط الصانع التقليدي، الذي يتكبد الخسائر، ومنها الطرقات والتسويق والماء.
طريق الوسيط
“ننتج أفضل الأواني الخزفية، لكن تسويقها يعود علينا بالخسارة، بسبب الحالة المتردية للطريق الرابطة بين سبت أمزوضة وزاوية سيدي أحماد أعلي، التي لم تعد صالحة لمرور السيارات من كثرة استعمالها، ونتيجة ما خلفته الفيضانات التي شهدتها المنطقة، رغم أنها تشكل المنفذ الوحيد لتجمعات سكانية عدة، ولورشات صناعة الفخار المنتشرة بهذه المنطقة”، يقول الصانع ياسين كركوز لهسبريس بنبرة يائسة.
المنطقة في حاجة إلى إصلاح ما يناهز 40 كيلومترا متفرقة، كما تحتاج إلى إصلاح الطريق الجهوية 212 الرابطة بين مدينة مراكش وإمنتانوت، التي تشكو من كثرة الحفر، وتضيق بمقاطع عديدة، ما يشكل تهديدا للشاحنات التي تقل المنتجات الخزفية من منطقة مزوضة إلى مراكش وخارج الجهة.
الحرفي المذكور، الذي قدم من مدينة سلا إلى مزوضة، التي تتمتع بمادة أولية ممتازة لصناعة الفخار، تابع قائلا: “لعبور هذا الطريق الضيق يجب على سائقين متقابلين تخفيض السرعة والخروج منه، بالنزول من مرتفع يقدر بـ20 سنتمترا، لأن جانبيه تآكلا، وحالته متردية بفعل عاديات الدهر وضغط السير والجولان؛ ما يوفر فرصة ذهبية للوسيط ليدخل على خط الربح، المفروض أن يتمتع به الحرفيون”.
يستغل الوسيط أو ما يسمى “المعلم شكارة” صعوبة الوصول إلى الورشات، فيتدخل ليشتري المنتج الصناعي بثمن بخس، وينقله إلى محلات يكتريها على مستوى الطريق الجهوية 212 الرابطة بين مراكش وإمنتانوت، ويبيعها للبزارات بمدينة مراكش، أو لمن ينقلها إلى أوروبا والخليج العربي ودول إفريقية، ويحقق ربحا دون أدنى عناء يذكر، فيما يكابد الصانع ويعاني المشاكل، من نقطة نقل التراب من الجبال المحيطة بمزوضة، إلى غربلته لتحويله إلى عجين، على حد قول الحسين أبراغ، وهو صاحب ورشة.
نفايات الأتربة
“نقل التربة وغربلتها يراكم النفايات بالورشات التي تنتج الأواني الخزفية ذات الجودة، باعتراف المختبرات الرسمية، التي أكدت أنها لا تحتوي على مادة الحديد، زد على ذلك أن الحرفي لا يستفيد إلى من ثلث شحنة التراب”، يروي أبراغ، الذي طالب بضرورة تزويد الحرفيين بآلات حديثة لمعالجة التربة، وتوفير العجين، وكذا الماء، كمادة ضرورية في تحضير المادة الأولية لإنتاج “الطاجين” و”القصرية”.
وإلى جانب هذه الخسارة التي ترتبط بالمادة الأولية، تشكو الورشات التي تشغل بين 20 و40 مستخدما، وتشكل ملجأ للتلاميذ الذين فشلوا في متابعة دراستهم لسبب ما، من مدة العمل، التي لا تتجاوز ستة أشهر، لأن هذه المهنة ترتبط بأشعة الشمس، ما يفرض التفكير في تزويد الحرفيين بأفران لتجفيف الأواني الخزفية، كـ”الطاجين” وبعض الديكورات؛ أما الأفران التي تستعمل في طهيها فالمهنيون يجتهدون في صنعها؛ لأن الجهات المسؤولة والمتدخلة تخلت عنهم، حسب أبراغ.
التسويق والتكوين
“لتسويق ما ينتجونه بأنفسهم يظل الصناع في حاجة إلى مركب للصناعة التقليدية على مستوى الطريق الجهوية التي تربط بين مراكش وإمنتانوت، لقطع الطريق على “المعلم شكارة”، ولضمان ربح معقول للحرفيين، الذين ينتجون أجود “طاجين” و”قصرية”. وحتى تستمر هذه الحرفة التي ترتبط بتوجه للدولة على مستوى جهة مراكش أسفي، كمنطقة سياحية بامتياز، يجب إحداث هذا التخصص الحرفي بمراكز التكوين المهني بالمنطقة”، يورد ياسين كوركوز.
“جماعتنا فقيرة ومداخيلها ضعيفة، لذا فإن تزويد هذه الورشات بشبكة طرق أمنيتنا، لكن العين بصيرة واليد قصيرة”، يقول أحمد واهروش، رئيس جماعة مزوضة، ضمن تصريح لهسبريس، مضيفا: “رغم ذلك فقد برمجنا بشراكة مع المجلس الإقليمي طريق تمازيت، وخصصنا للشطر الأول، الذي يبلغ 916 م، غلافا ماليا قدره 70 مليون سنتيم، وطريق أوزة، التي يبلغ طولها 1600 م بالتكلفة المالية نفسها للطريق الأولى”.
“مندوبية التجهيز بشيشاوة أطلقت يوم 09 أبريل الماضي، بمقر إدارتها، فتح أظرف طلب العروض 7/2019 المتعلق بدراسة تأهيل الطريق الجهوية 212 الرابطة بين إمنتانوت ومراكش من النقطة الكيلومترية 39+400 إلى النقطة الكيلومترية 104+000″، يقول مصطفى تافسوت، المدير الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل، وأضاف: “وحتى نساهم بدورنا في التنمية المحلية، وتماشيا مع رؤية عامل إقليم شيشاوة، قررنا إطلاق طلب عروض أشغال تبليط المقطع الطرقي الرابط بين جماعة كماسة وجماعة ايت ايمور، بحوالي 6 ملايين درهم، على غرار المقطعين إمنتانوت ادويران ومجاط كماسة”.
“لقد أدرجنا في إطار المخطط الجهوي لتنمية الصناعة التقليدية بإقليم شيشاوة مشروع إحداث قرية الفخار بمزوضة، وإعطاء الأولوية لإحداث محطة لمعالجة الطين، للاستجابة للحاجيات الآنية والمهمة للصناع، وهي تحسين جودة الطين، وبالتالي تطوير المنتوج وتحسين جودته”، يورد هشام البردوزي، المدير الجهوي لوزارة جميلة المصلى، وزاد المندوب نفسه: “لهذا الغرض تم إخبار الصناع بأهمية تأسيس تعاونية الفخار بمزوضة لمباشرة إجراءات اختيار الموقع المناسب للبقعة الأرضية، ووضع تصور عام لتسيير المحطة، لكنهم لم يجتمعوا على كلمة سواء إلى حد الآن”، مشيرا إلى أن “الصناع ومساعدي الصناع والمعلمين استفادوا من التكوين والتكوين المستمر”.
“ولأن التكلفة المالية لمشروع محطة المعالجة تبلغ أكثر من 25 مليون درهم، فإن المديرية قامت بدراسة عدة اقتراحات لتعبئة الموارد المالية أو إنجاز المشروع في إطار الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص”، يوضح البردوزي ضمن تصريحه لهسبريس.
عن هسبريس الالكترونية
اقرا أيضا
تعزية.. الأساتذة والإداريون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي يعزون في وفاة زوجة الدكتور حسن المودن
عاجل.. احتراق كلي لسيارة خاصة في الطريق السيار بمجاط يستنفر الدرك الملكي
تنسيقيات التعليم تعود للاحتجاج بسبب عدم حل مشكلة الموقوفين
التعليم في أوقات الأزمات موضوع ندوة وطنية للجمعية المغربية لأساتذة اللغة الانجليزية بشيشاوة
برئاسة الكراب عامل شيشاوة.. اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تصادق على تمويل 105 مشروعا بتكلفة 53 مليون درهم
مصرع فلاح في عمق بئر بدوار البيرات بجماعة المزوضية
استعدادا للمؤتمر العام الثامن عشر.. حزب الاستقلال يعقد مؤتمره الإقليمي بشيشاوة
افتتاح مركز النصر لتصفية الدم بشيشاوة
المنطقة الاقليمية للأمن بشيشاوة تشارك في فعاليات الملتقى الاقليمي الرابع للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- المجلس الأعلى للسلطة القضائية ودوره في تكريس المحاكمة العادلة
- المغرب يجدد لاءاته الثلاث في وجه ديميستورا للتوصل إلى حل سياسي لملف الصحراء
- أخنوش يمثل الملك محمد السادس في حفل تنصيب الرئيس السينغالي الجديد
- عقود كراء وهمية تتسلل إلى تمويل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
- سوء الأحوال الجوية يوقف الدراسة في مدارس بالحسيمة وتطوان وشفشاون
- بنطلحة يقارب تكلفة السلام وحيثيات “سيناريو الحرب العالمية الثالثة”
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والأساليب المماثلة تنتظم تدريبا وطنيا لفائدة العشرات من النساء والحاجي تشيد بالتنظيم النوعي للدورة
- نجاح متميز لفعاليات الدوري الممتاز للكرة الحديدية بشيشاوة بحضور عامل الإقليم
- المناداة رسميا على الشيشاوي الناضي ضمن تركيبة المنتخب الوطني لأقل من 15 سنة لكرة القدم
- تحركات حثيثة للعثور على بديل للناصيري رئيسا لمجلس عمالة الدار البيضاء
- الركراكي : أسود الأطلس يطمحون للوصول للمربع الذهبي للكان
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8
- فأر صغير يحظى بلقب كبير ويدخل غينيس!8
- الدكتور لكريني من مراكش: “الرياضة قوة ناعمة بمقدورها مواصلة تلطيف الأجواء الديبلوماسية بين الشعوب المغاربية رغم بعض التوظيفات المعزولة”8