*/

الرئيسية > أخبار المغرب

الفنان المغربي حسن الفد: مشروعي القادم هو نقل شخصية “كبّور” إلى فيلم سينمائي

  • الثلاثاء 18 أبريل 2023 - 22:54

استطاع الفنان المغربي المقيم بكندا حسن الفد أن يعبر حدود وطنه، وأن يقيم عروضا فكاهية مستمرة أصبحت متنفسا لعرب المهجر وسببا لتخفيف شعورهم بالغربة.

اختار الفد السخرية من تناقضات الوطن الأم وهمومه، مستعينا بشخصية “كبُّور” التي تجسد رجلا بدويا مغربيا هو بطل عدة مسلسلات فكاهية معروفة قدمها على شاشة التلفزيون المغربي على مدار سنوات خلال رمضان المبارك.

وقد بدأت شخصية “كبّور” في سلسلة “لكوبل” (تعني الزوجين) التي قدمها الفد في موسمي 2013 و2014 واستمرت في سلسلة “كبّور ولحبيب” التي بثت في موسمي 2016 و2018، وكذا في سلسلة “التي را التي” (أنتِ هي أنتِ) التي قدمها الممثل نفسه في موسم 2022 وما زالت مستمرة في هذا الموسم في سلسلة “مدام السميرس” التي فضل الفد هذه السنة بثها على قناته بيوتيوب وصفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي.

في هذا الحوار تستضيف “الجزيرة نت” الفنان حسن الفد للإجابة عن أسئلة عديدة مرتبطة بالفكاهة، الطبق الشهي الذي طالما أغرى المشاهدين العرب في شهر رمضان.

  • جمعت بين ثقافتين: عربية وغربية، كيف توازن بينهما لصناعة الضحك في صفوف جمهور عربي/مغاربي ناشئ في المهجر؟

المغرب أمة وكيان بشري مخضرم، بأعراف ولغات وأصول مختلفة، وأن أكون مخضرما في المغرب هو أمر طبيعي، وأيضا خلفيتي الثقافية الشخصية المغربية الفرنسية تحديدا.

والسياق التاريخي والاجتماعي والثقافي الذي كبرت فيه أنتج مغربا بمواطنين مخضرمين منفتحين، وفي الوقت نفسه مرتبطين بأصالتهم الثقافية المحلية، المسلمة العربية الأمازيغية والأفريقية المتوسطية والأندلسية أيضا.

وهكذا فإن جيلي متشبت بثقافته الأصيلة، كما أنه منفتح على الثقافة الفرنسية بفعل الواقع التاريخي المعاصر، واليوم أجد نفسي إلى جانب عدد كبير من المغاربة مرتاحًا في الثقافة المحلية المغربية ومرتاحًا أيضا في الثقافة الغربية.

تأثرت بالفكاهيين المغاربة القدامى، وكذلك بالحديثين من الفرنسيين، والجميل في هذا التلاقح أنني أخذت المحتوى من هنا والتقنية من هناك، وهو ما أهّلني لصناعة صنف خاص من الفكاهة المغربية الخاصة بي، أو كما يمكن القول “وجدتني رجلا حديثا يلبس جلبابا قديما ولكنه أصيل”.

وهكذا لا أعدّ نفسي شكلا غريبا بقدر ما أشبه جيلي من المغاربة. بطبيعة الحال، فإن مرجعيتي في الفكاهة يشعر بها من يعيش في المهجر، لأنه يعيش في ثقافة ممزوجة بين الحياة الغربية في واقعه اليومي ولكنه يحمل في جيناته الثقافة المغربية، ومن ثم تجده مستعدا للتماهي مع الفكاهة التي أقترحها.

ربما هنا يكمن التشابه بيني وبين المغربي والمغاربي الذي نشأ في المهجر، فأنا نشأت في المغرب وتأثرت بالثقافة الغربية، وهو نشأ في المهجر واحتفظ بأصالته المغربية/ المغاربية، وهذا هو القاسم المشترك بيننا، أي إننا مزدوجو الثقافة واللغة.

  • كيف أمكنك الرهان على هموم الوطن الأم لرسم الابتسامة، مستعينا بـ”كَبُّور”؛ شخصيتكم البدوية الشهيرة بالتلفزيون المغربي طوال قرابة عقد من الزمن؟

كبّور شخصية بدوية مغربية أصيلة، لكن معالجهتها ذات طابع عالمي، فطريقة تناول هذا الموضوع من حيث الشكل تجعله متاحا للجميع، أما من حيث المضمون فأظن أن المغاربة المقيمين في الخارج لهم من المرجعيات الشعبيه المغربية ما يكفي للتماهي مع شخصية كبّور لأنها تذكرهم بالبلد وبالأسرة التقليديه المغربية.

هناك علاقه عاطفية وجدانية مع الموضوع، ومع شخصية كبّور، فالمهاجرون لهم القدرة على تلقي “قفشاته” وفهم مزاجه وأسلوبه في العيش وطرائفه، لأن زادهم من الثقافة الشعبية يساعدهم على ذلك.

هذا الأمر لا يقتصر فقط على الأجيال الأولى من المهاجرين المقيمين بالخارج، بل حتى الأجيال التي ولدت ونشأت خارج أرض الوطن الأصل، سواء في أميركا أو أوروبا، وقد انتبهت إلى حالات كثيرة لأطفال يافعين وشباب يقبلون على مشاهدة كبّور، سواء في العروض الحية هنا وهناك، أو في البيت من خلال المشاهدات الأسرية.

  • ألا تخشى أن تصبح شخصية كبّور، وأنت تقدمها خلال عروضك في الخارج، مغتربة عن الوطن الأم بين جمهور له هموم اجتماعية أخرى في المهجر؟

لا أعتقد ذلك، لأن ما نشاهده في “نتفليكس” مثلا من أفلام لا يمت بصلة إلى ثقافتنا، ورغم ذلك نعيش معها لأن هناك نوعا من العالمية في الشخوص والمحتويات الدرامية. يخضع كَبُّور للمنطق نفسه، إذ يعيش الناس في واقع غربي يوميا، لكن حينما يشاهدون كبّور فهم يشاهدون أولا شخصية خيالية، لها مرجعيات من الوطن.

شخصيا أعرف مغاربيين من تونس والجزائر وغيرهم يشاهدون كبّور الذي ربما لن يمنحك (إن كنت مشاهدا غير مغربي) ضحكا آنيا، لكنه يبعث روح الفكاهة، كشخصية خيالية، لأنك يكفي أن تفهم القصة المطعمة بتوابل الإثارة والجذب لمشاهدتها وإن لم تكن مرتبطة بثقافتك.

  • من الجمهور الذي يسهل إضحاكه؟ العربي/المشرقي أم الغربي؟

من الصعب إعطاء جواب عن هذا السؤال، فلا أعتقد من الناحية المنطقية أن هناك جمهورا سهلا وآخر صعبا، بل أعتقد أن هناك سهولة وصعوبة في تطوير الضحك؛ عندما تُضحك بمرجعيات أمة معينة أو شعب ما، وباختصار يحصل الإضحاك حين تضع التوابل الخاصة بالضحك.

وانطلاقا من اللحظة التي تعبث فيها بالمرجعيات الجماعية للحاضرين في قاعة العرض، وتشتغل على العبث بها بطريقة ذكية وغير متوقعة، فإن الناس تضحك.

لم يسبق لي التجريب أمام الجمهور في المشرق حتى أكون أهلا لتقييم مدى صعوبة الموقف أو سهولته، لكن يمكن أن أبوح لك بأنني عندما أقدم عرضا أمام جمهور فرنكوفوني أو فرنسي فيجب أن أكون متمكنا من المراجع الثقافية والسمات الصغيرة لمجتمعه لتطوير الضحك حتى يكون هناك تفاعل.

  • كيف يبدو لك حال الفكاهة في الوطن العربي؟

بصراحة لست ملمًّا بعين ناقدة، ربما أمارس الفكاهة من منطلق مستواي المتواضع البسيط، ولكنني لست متخصصا في النقد الفني ولا في توثيق العملية الإبداعية في المغرب أو في الوطن العربي.

أعيش مشواري الفني ببساطة ولا أعلم ما يقع في غير المغرب، لكن يمكن أن أقربك مما يحدث في المغرب، حيث تنتعش حركة كوميدية جميلة منذ عقد من الزمان، من خلال الشباب المغربي الشغوف بالفكاهة، والذي أفرز لنا تجارب رائعة تمتع المغاربة بأجناس فكاهية مختلفة وعوالم ضحك، إنهم شباب غاية في الإبداع والتألق.

يمكن أن أقول إن وجود “مهرجان مراكش للضحك”، على سبيل المثال لا الحصر، أعطى دفعة للتجارب المتواضعة التي اقترحتها في التلفزيون المغربي، وكذلك ما أنتجته الفنانة الفكاهية حنان الفاضلي في مجال التقليد، إضافة إلى الفنان سعيد الناصيري، وأثر ذلك على الجيل الذي ينتمون إليه، وما تركوه في نفوس الشباب من شغف، ثم ظهور برامج خاصة بإبراز المواهب، بغض النظر عما لها من إيجابيات أو سلبيات.

وقد أعطى ظهور مهرجانات للضحك بكل تلاوينها في المغرب دفعة وشغفا كبيرين للجمهور، واليوم يمكننا أن نفتخر في المغرب بوجود جمهور خاص بالفكاهة والفرجة الحية.

  • إذا كانت هناك إنتاجات درامية عربية مشتركة ناجحة، هل يمكن مقابل ذلك الحديث عن إمكانية إنتاج عمل فكاهي عربي كبير مشترك أيضا بين فنانين عرب؟ وهل تفكرون في الأمر بالمستقبل؟

بطبيعه الحال أنا منفتح على هذا الأمر إذا حصل الاشتغال عليه؛ لقد تلقيت اقتراحات من هنا وهناك، لكنها لم تتطور ولم تعرف طريقها إلى الإنجاز. لو طرحت سؤالا آخر بصيغة: ماذا فعلتُ أنا في هذا الاتجاه شخصيا؟ يمكن القول إنني لست متوفرا على نفوذ فني إنتاجي إداري وإجرائي لتطوير هذه المسألة، لكني أبقى دائما منفتحا على هذه التجارب في المستقبل.

  • ما جديدكم الفني؟

جديدي هو تعاقد وشيك للقيام بإنتاج وتصوير فيلم سينمائي لشخصية كبّور الفكاهية بعد مضي عقد من ظهورها خلال موسم رمضان لهذا العام.

تطورت الأحداث داخل العمل والشخوص والوقائع التي تعيشها، وقد فضلت البث على قناتي باليوتيوب وليس على التلفزيون، والأمر في نظري تجربة تقنية جديدة لأن الكتابة لليوتيوب تختلف عن التلفزيون، وهي تجربة قررت دخولها بعدما ظهر كبّور في التلفزيون وأخذناه إلى خشبات المسرح في عروض حية وجلنا به في مختلف مناطق العالم.

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...