بنطلحة يكتب: حتى أنت يا بروتس…!
الدكتور محمد بنطلحة الدكالي
إنها الصرخة التي أطلقتها «طعنة الخيانة»، والتي نقلها الشاعر الكبير ويليام شكسبير في مسرحيته الشهيرة ذات الفصول الخمسة، حيث كان بارعا في استخدام الأحداث التاريخية داخل نصوص أدبية، حين تحدث عن المكر والخديعة والطعن من الخلف.
ونجد أن تاريخ المجتمعات والأنظمة السياسية، يحفل بالعديد من هذه النماذج التي يستهويها اللعب على الحبال والطعن من خلف… ذلك هو حال هذا البلد الصامد الذي تعرض لطعنات شتى عبر تاريخه الطويل، لكن لم تزده إلا قوة وثباتا، إني أتحدث عن الأمة المغربية العريقة ذات الامتداد الحضاري.
قدرنا أن نتلقى الطعنات من الأشقاء قبل الأعداء، ولعل ملحمة حرب الرمال الباسلة التي خاضها جنودنا الأشاوس ببسالة نادرة قد أظهرت لنا وجها حقيقيا لنظام بلد كنا نعتبره بمثابة الأخ الكبير، ورغم ذلك تعامل المغرب بأخلاق الكبار، واعتبر مغامرة الأشقاء على الحدود الشرقية بمثابة رومانسية ثورية حالمة، تحولت لهم إلى كابوس مخيف، واغتنم المغفور له الراحل الحسن الثاني وهو الملك الحكيم، فرصة انعقاد القمة العربية بالقاهرة التي وصل إليها دقائق قبل انطلاقها، ذلك أن طائرة مغربية حطت بمطار القاهرة وعلى متنها ضباط أسرى من بينهم ضابط سيتولى مقاليد الحكم في ذلك البلد مستقبلا، فكان أن أحدث هذا الموقف الانساني والحضاري الكبير صدمة في نفسية «الزعيم القومي» الذي شعر بإحراج شديد.
لقد غلب الراحل الحسن الثاني صوت الحكمة والعقل والتاريخ المشترك، ومد يد الصفح على الأسرى، واستقبل من طرف الزعيم الذي أهداه إكليل ورد، وقال له حسب مايرويه الأستاذ عبد الهادي بوطالب: «هديتي لك أكبر من الإكليل، إنها هدية من لحم ودم».
وارتباطا برابطة «اللحم والدم»، تجاوز المغرب غدر الماضي، وقام بتصرف يعكس شيم المغاربة عبر التاريخ، حيث دعم المغرب الأشقاء في حرب أكتوبر وأرسل لواء مشاة إلى الجبهة السورية في الجولان، كما قدم قوات إضافية للقتال تشمل طائرات حربية ودبابات، ناهيك عن مساعدات غذائية وصحية لسوريا ولأشقائنا المصريين، لكن يبدو أن ذاكرة إخوتنا في الدم واللحم، تبدو متعبة وضعيفة، حيث وقعوا مرات متعددة في المحظور تجاه المغرب، لعل أبرزها مفاجأة اللحظة الأخيرة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أواخر يناير سنة 2017 حين قرر المغرب العودة إلى مقعده في الاتحاد الإفريقي الذي غادره سنة 1984.
ورغم دسائس الكواليس، استطاعت المملكة المغربية الحصول على الدعم اللامشروط لـ39 بلدا وعلى دعم الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي ألفاكوندي رئيس جمهورية غينيا، مما مهد الطريق أمام المغرب لاسترداد مقعده بسلاسة خلال القمة ذاتها، ليعلن الأشقاء ترحيبهم بهذه العودة، لكن بعد انتهاء القمة، لتمر بعد ذلك العلاقات بفترة برود طويل.
ومرة أخرى مد المغرب يده البيضاء، وانتصرنا مجددا لـ«رابطة اللحم والدم»، وتقوت العلاقات بين البلدين، فإذا بنا نفاجأ بمناورة استفزازية جديدة في إطار ما يسمى بلقاء «القدرة الإقليمية» لشمال إفريقيا، حيث بدا مثيرا للاستغراب قبول الأشقاء الجلوس في طاولة واحدة مع مرتزقة البوليساريو والتقاط صورة جماعية مع هؤلاء اللقطاء المسخرين من طرف حكام الجزائر للنيل من التراب الوطني المغربي، والذين حضروا لهذا «الاجتماع» باعتبارهم ممثلين لـ«دولة» موجودة على الورق وفي خيالات وهلوسات حكام ثكنة بن عكنون، والتي لا تتوفر على مقومات الدولة ولا تحظى بأي اعتراف على مستوى الأمم المتحدة، اللهم بضع خيام مرقعة فوق أراضي تندوف التابعة للجزائر.
إليك أقول يا «بروتوس»، إن مسرحية شكسبير ذات الفصول الخمسة انتهت منذ زمن طويل، وأضحت عبارة عن حكاية بليغة تتردد عبر الزمن، أما ملحمة المغرب الدولة الأمة أؤكد لك لم ولن تنتهي، أبطالها أسود أشاوس لاتستهويهم الأقنعة واللعب على الحبال، وهم متأهبون دوما لكل طعنة غادرة، وفوق كل ذلك هم كبار متسامحون، كبر جبال الأطلسي الصامدة والتي لاتقتلعها أي رياح.. بروتوس إني أحادثك وبكل روح أخوية.. هل تسمعني؟
اقرا أيضا
تعزية.. الأساتذة والإداريون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي يعزون في وفاة زوجة الدكتور حسن المودن
عاجل.. احتراق كلي لسيارة خاصة في الطريق السيار بمجاط يستنفر الدرك الملكي
تنسيقيات التعليم تعود للاحتجاج بسبب عدم حل مشكلة الموقوفين
التعليم في أوقات الأزمات موضوع ندوة وطنية للجمعية المغربية لأساتذة اللغة الانجليزية بشيشاوة
برئاسة الكراب عامل شيشاوة.. اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تصادق على تمويل 105 مشروعا بتكلفة 53 مليون درهم
مصرع فلاح في عمق بئر بدوار البيرات بجماعة المزوضية
استعدادا للمؤتمر العام الثامن عشر.. حزب الاستقلال يعقد مؤتمره الإقليمي بشيشاوة
افتتاح مركز النصر لتصفية الدم بشيشاوة
المنطقة الاقليمية للأمن بشيشاوة تشارك في فعاليات الملتقى الاقليمي الرابع للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- المجلس الأعلى للسلطة القضائية ودوره في تكريس المحاكمة العادلة
- المغرب يجدد لاءاته الثلاث في وجه ديميستورا للتوصل إلى حل سياسي لملف الصحراء
- أخنوش يمثل الملك محمد السادس في حفل تنصيب الرئيس السينغالي الجديد
- عقود كراء وهمية تتسلل إلى تمويل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
- سوء الأحوال الجوية يوقف الدراسة في مدارس بالحسيمة وتطوان وشفشاون
- بنطلحة يقارب تكلفة السلام وحيثيات “سيناريو الحرب العالمية الثالثة”
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والأساليب المماثلة تنتظم تدريبا وطنيا لفائدة العشرات من النساء والحاجي تشيد بالتنظيم النوعي للدورة
- نجاح متميز لفعاليات الدوري الممتاز للكرة الحديدية بشيشاوة بحضور عامل الإقليم
- المناداة رسميا على الشيشاوي الناضي ضمن تركيبة المنتخب الوطني لأقل من 15 سنة لكرة القدم
- تحركات حثيثة للعثور على بديل للناصيري رئيسا لمجلس عمالة الدار البيضاء
- الركراكي : أسود الأطلس يطمحون للوصول للمربع الذهبي للكان
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8
- فأر صغير يحظى بلقب كبير ويدخل غينيس!8
- الدكتور لكريني من مراكش: “الرياضة قوة ناعمة بمقدورها مواصلة تلطيف الأجواء الديبلوماسية بين الشعوب المغاربية رغم بعض التوظيفات المعزولة”8