*/

الرئيسية > أخبار المغرب

“الطائفة اليهوديّة المغربية” تتبرأ من رسالة إسرائيلي إلى الملك محمد السادس

  • الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 22:56

قررت الطائفة اليهودية المغربية أخيرا أن تصرّف موقفا رافضا للرسالة التي وجهها شمعون أحيون، رئيس منظمة الإسرائيليين من أصل مغربي، إلى ملك المغرب محمد السادس، وتتضمن نوعاً من العتاب للمملكة المغربيّة التي سمحت لمواطنيها بالخروج في مسيرات ضخمة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، بحيث وصفت المراسلة، التي يخاطب فيها كاتبها العاهل المغربيّ شخصيّا، حركة “حماس” الفلسطينيّة بأنها “تنظيم إرهابي ووحشي بلا حدود”.

الرسالة المذكورة جاء فيها: “إننا نلجأ إليك (أي الملك) الآن، فلا تدر ظهرك لنا، نحن أصدقاؤك الذين يحبونك. قف اليوم في صفّنا، وكن اليوم إلى جانب الشعب الإسرائيلي بأكمله في نضاله من أجل البقاء، ومن أجل حق دولة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي منظمة إرهابية تسعى إلى تدميرها”، كما ورد فيها: “حربنا اليوم هي حرب ترتبط بالضرورة ببلدكم، وبكل بلدان العالم الحر وكل دولة معتدلة ومتنوّرة، لأن ‘حماس’ و’داعش’ لا يمكن صدّهما إلا من طرفنا”.

وتعليقا على هذه الرسالة، قال جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية المغربيّة بجهة مراكش آسفي، إن “الطّائفة اليهوديّة، على الأقل من أعرف، تتبرأ من تلك الرسالة، التي لا تعبر عن موقف المغاربة اليهود الذين يقطنون ببلدهم المغرب، وتنتفي فيها معالم الاحترام في مخاطبة الملك محمد السادس”، موضحا أن “المغاربة اليهود مع السياسة الخارجية للبلاد، ولا يمكن أن يعارضوا خيارات العاهل المغربي”.

وأضاف كادوش ضمن توضيحات قدمها لهسبريس: “وجود التعاطف لدينا مع بعض عائلاتنا وأصدقائنا في إسرائيل لا يعني أننا لا ندعم خيار وقف الحرب على غزة، ولا يعني أننا سنقبل بمخاطبة الملك بلغة ندية، وأن يتم ذلك تحت يافطة اليهود من أصول مغربية”، وزاد: “حين قرأت الرسالة اتصلت بكاتبها، وأخبرته بأن المغاربة اليهود لديهم بروتوكولات يجب احترامها أثناء التحدث مع ملكهم”.

وأكد المتحدث ذاته أن “اليهود المغاربة يرفُضون تجاوز الحدود مع الرموز الوطنية من طرف أي كان، ولا يقبلون مثل هذه اللغة”، موضحا أن كاتب الرسالة “لم يطلب رأي اليهود القاطنين بالمغرب، ولم يستشرهم، وهو لا يمثلهم، أي إن ما كتبه يعبر عنه وحده؛ مع أنه لا إشكال من الناحية المبدئية في الكتابة للملك، لكن بلباقة، لأن هناك أشكالا تعبيرية لا يجب بالإطلاق على المغاربة اليهود أن يخرجوا عنها”، على حد تعبيره.

ولم يُخف رئيس الطائفة اليهودية المغربيّة بجهة مراكش آسفي أن “العديد من المغاربة اليهود تداولوا تلك المراسلة بنوع من الغضب، ومن ثمّ لا حاجة إلى ربط ما كتبه المعني بالطّائفة، التي لن تتردّد مطلقا في رفض هذه الأشكال من الخطابات”، مشددا على أن “المغاربة اليهود يتواصلون مع الملك أيضا، لكنهم يكتبون له بلغة عربيّة فصحى، وبعناية تامة بكل مناحي اللغة شكلا ومضمونا”.

ورغم أن المغربية اليهودية سوزان هروش فضلت ألا تقدم أي تصريح أو تعليق في هذا الجو الضبابي جراء الأوضاع، إلا أنها أكدت مع ذلك في دردشة عابرة مع جريدة هسبريس أنها “تتقاطع مع كادوش في طرحه الذي يرى أن مخاطبة اليهود المغاربة للملك كانت دائماً تنمّ عن تقدير للملكية المغربية التي كانت دائما تخص المكون العبري المغربي بعناية خاصة وبتقدير واضح”.

وكان محمد الأشعري، وزير الثّقافة الأسبق، وجّه بدوره رسالة مفتوحة إلى المغاربة اليهود المُقيمين بالمغرب، معتبرا أن عليهم الخروج من دائرة الصّمت حيال ما يحدث في الشّرق الأوسط جرّاء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة القطاع المحاصر، وبدأت بعد عملية “طوفان الأقصى” التي أقدمت عليها حركة “حماس”، فكانت ردة فعل الجيش الإسرائيلي عليها وفق متتبعين “وحشية وترقى إلى أن تكون جرائم حرب تستهدف المدنيين العزل”.

وقال الأشعري مخاطبا اليهود في مقاله المنشور بجريدة هسبريس: “لا شك أنكم اطلعتم على الرسالة الموجهة إلى الملك”، وأضاف: “ولا شك أنكم كمغاربة، تعيشون بالمغرب وتتقاسمون مع إخوانكم من غير اليهود شرف الانتماء إلى هذا الوطن، قد امتعضتم أيما امتعاض من لهجة الرسالة التي تفتقر إلى أبسط شروط اللياقة، وتجرح شعور المغاربة، والتي تطلب من ملك المغرب أن يكون له الموقف نفسه الذي تعبر عنه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة”.

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...