*/

الرئيسية > اخبار شيشاوة

“مزال” الباحث في تراث مدينة شيشاوة يكتب:”أبريك مول الفران وذاكرة الزمن الجميل “

  • الخميس 23 يونيو 2022 - 08:05

سلام مزال*
حلقة اليوم عنوان لرسائل قادمة من الزمن الجميل ، فلطالما شكل حبنا لبعض الأماكن وارتباط ذكرياتنا بشخوصها نبضا لاستمرار الحياة وجعلها تبقى حية تعيد حكايا الزمن الجميل .
فإذا كنت تجوب حي أولاد ابراهيم القديم (حي النهضة حاليا ) ووجدت رائحة الخبز والحطب الزكية تنبعت من أقصى الزقاق فالمرجح بقوة أنك على مقربة من ” فران ابريك ” الملاصق لدار المرحوم ” سالم القادري ” ودار “الحاج محمد الهلال ” ودار المرحومة ” خالتي وزيزة ” تقابله مباشرة منازل عائلات حي اولاد ابراهيم القديمة: المرحوم الحاج حسن بنعبيدة العطار – المرحوم ميلود الحبل – المرحوم ملوك بانوج – المرحوم العربي الشلاخ حيت لازال ابريك بن عبيدة يحافظ على حرفة طهي الخبز بفرنه التقليدي منذ أكتر من 50سنة وسيأخد هذا الفرن النصيب الأوفر من جغرافية ذاكرة وعواطف الأجيال المتعاقبة من بنات وأبناء هذا الحي العريق ، وسيشكل ابريك ذاكرة حية كان لابد أن تقف ذاكرة شيشاوة عندها وتنشر أوراقها وهي تختزن حكايا السنين الممتزجة برائحة الخبز ودخان الحطب المحترق وبرنين ووقع “وصلات الخبز ” التي تأبى الاندتار.

فبعد أن اضطرت العديد من الأفران التقليدية بالمدينة إلى مغادرة حياة الناس وأصبحت أترا بعد عين ، بعد أن غادرتهم “وصلات الخبز ” إلى الأبد، وتحول بعضها إلى أطلال تبكي ماضيا لايتذكره الا كبار السن الذين ذاقوا خبزها في الزمن الجميل لازال “ابريك بن عبيدة ” يستقبل بفرنه التقليدي ، حيت كل شيء يوحي بالبساطة والعراقة، ” وصلات الخبز ” الخشبية ، وستجد ابريك كعادته كل صباح واقفا بحفرة صغيرة أمام بيت النار يواصل تحضير الخبز وفق الأصول القديمة ، استلام العجين (الوصلة، الطبك،أو الطبيلة…) ، إدخالها إلى بيت النار ، تم إخراجها محمصة تعلوها الحمرة وقد نضجت بأناة بمحاداة السنة اللهب الخافتة حيت ظل ابريك بشخصيته المرحة ودعابته وابتسامته الدائمة التي لاتفارقه رمزا للبساطة والحياة الطبيعية التقليدية بهذا الحي وذاكرة تختزن الحكايا والنوادر التي عاشها ابريك مع مرتادي الفرن طيلة حياته ، وشكل ابريك وفرنه التقليدي حضورا مميزا على المستوى التصوري والتداولي حيت سيتم اعتماد الفرن علامة للتوجيه لكل زائري الحي السائلين عن منزل احد العائلات أو وجهة معينة حيت ستكون الإجابة حتما من قبيل : …حدا فران بريك” ، “…سير تتفوت فران ابريك ودور …”.

اليوم وذاكرة شيشاوة تحتفي بابريك، المحبوب لدى الجميع ، تستحضر تراتا يصارع من أجل البقاء وحرفة حافظ عليها ” خالي ابريك ” رغم الواقع الصعب الذي دأب على تدبيره بصبر جميل ،فتحية إلى أخينا وصديقنا ابريك وشكرا على كل لحظات السعادة والبسمة التي يخلقها أينما حل وارتحل بحكاياه وقصصه عن الناس البسطاء الذين عاش وسطهم باولاد ابراهيم وهو يحافظ على ذاكرة وماض هو جزء منا .متمنين له الصحة والعافية وطول العمر ، مع أطيب التحيات لأبنائه اصدقائنا سعيد ، الحسين ولجميع أفراد اسرته ، ولجميع أصدقائه ولجميع أفراد عائلة بنعبيدة كبيرا وصغيرا مع كامل الشكر لصديقي المصور الموهوب ” المهدي أدراع ” ابن حي النهضة صاحب صفحة Photographie MED DRA الذي شارك معي في الحلقة بإنجاز الفيديو المرافق ،
مع تحياتي ومودتي للجميع .
* مزال سلام باحث ومهتم بذاكرة مدينة شيشاوة 

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...