*/

الرئيسية > أراء

احتفال النساء بالمولد النبوي بالزاوية النحلية بين الأمس واليوم

  • الإثنين 28 ديسمبر 2015 - 23:43

الدكتور لحسين أكروم
كانت نساء الزاوية النحلية يحتفلن بالمولد النبوي كما أفادنِي عميد المدرسة سيدي سعد النحلي تجتمع فِي دار فقيه المدرسة ليلة المولد النبوي الشريف تحت إشراف السيدة عائشة[1] بنت جعفر بن عبد الله النحلي المتوفاة سنة [1320هـ][2] وذكر أنها تجتمع بنساء امزوضة فِي بساط كبير تنتظم فيه جميع المريدات التابعات لمختلف الطرق الصوفية كالدرقاوية، والناصرية، بل والتيجانية كذا قال. فقد أشار الفقيه الهواري إلَى كيفية احتفالها بالمولد فِي كتابه النور الحنفي فقال مبيناً أسلوب دعوتها للنساء: « كانت تصل الغرباء، وتعين الطلبة، بالزاد والكسوة، وتعظ نساء أهل زمانها، وتلقنهم الأذكار النورانية، والأوراد الناصرية حتى ضُرب بها المثل فِي زمانها وبعده فِي التقوى والبركة، ولها كرامات..[3] ». وكانت الشريفة عائشة تشرف على المجلس إشرافاً عاماً، وتَشْرع فِي بداية المجلس بتلاوة أنظام الشلحة كأوزال وغيره، وتلقي مسائل فقهية وتتم المذاكرة فيها بينهن، بَعْدَها يُردِّدن مقطعات من الابتهالات والتوسلات، ومختلف الأذكار كالهيللة، والصلاة على النبي والاستغفار، إلَى وقت متأخر من الليل، وكانت نساء مزوضة بقبائلها المتعددة يتشوقن إلَى الزاوية فِي ليالِي المولد، ويأتين من أيت بيعقوب، وزْنَاكَة، وأيْت كضيض، وأيت تَضِّيتْ، وأَلْزِيفَـة، حتى أسرغوت، وإدويران، ومداشر بعيدة مصحوبات بصدقات وأموال توزع على الفقيرات. وقد أخبرنِي الأستاذ عبد اللطيف النحلي[4] أنهن يسمعن للبردة والهمزية تحت نوافذ الزاوية فتراهن محيطات بمكان الاحتفال مصطفين حوله، وهن متخشعات وأصوات الطلبة والفقهاء لا يعلو عليها أي صوت، ويكاد السامع لا يمل من سماعها. أما الآن أي في سنة 2015 فيجتمع فِي الزاوية ليلة المولد النبوي حوالَي خمسين إلَى ستين امرأة، يأتين من مختلف الدواوير بقبائل مزوضة، يضاف إليهن نساء الزوار والوافدين من مدن شتى، وكذا تلاميذ المدرسة ومحبيها، فسألته عن رئيسة المجلس التِي تشرف على الأذكار فقال لِي: والدتِي، ثُم سألت المؤرخ الحبيب أرسموك عن اسمها ونسبها، فقال لِي: السيدة الشريفة للآفاطمة التمكلجـتية ابنة الْـحَافْظ بن العربِي بن الحنفي بن أحمد بن محمد الميمونِي.
[1] – زوجة الفقيه سيدي محمد الهلالِي خريج مدرسة تمكلجت، ومؤسس مدرسة الزاوية النحلية سنة [1243هـ] .
[2] -توفيت قدس الله سرها يوم الثلاثاء 16 ربيع الثانِي من السنة المذكورة كما فِي النور الحنفي للهواري انظر )اللوحة/ 18
[3] – النور الحنفي فِي مناقب الشيخ سيدي محمد الحنفي نسخة مصورة عن الأصل الموجود بالزاوية النحلية، اللوحة/ 17.
[4] – هو الحاج سيدي عبد اللطيف النحلي الكاتب العام لوزارة التعمير وإعداد التراب.

الدكتور لحسين أكروم ومرشد دينِي بجماعة مجاط / شيشاوة والنائب الأول لرئيس المركز المغربي للبحث العلمي والأكاديمي

 

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...