*/

الرئيسية > أراء

الفلّاحُ الثَّمِلُ

  • الخميس 15 ديسمبر 2016 - 14:53

عبد الواحد البرجي
في ذلك اليوم البارد من منتصف شهر مارس، توجه زهير كعادته نحو البساتين، وقبل أن يغادر بيته البسيط تحسس جيبه، وتأكد من وجود الولاعة وقليل من الأكسجين المسموم! أو ما يعرف بالحْشِيشْ، ثم سار يذرع الطريق بين ممرات النخيل إلى أن وصل إلى بستان الحاج العربي المحاط بسياج من جريد النخل.
زهير فلاح ماهر في تهذيب جريد النخل وتشذيبه وقطع عناقده، ولذلك فقد فضله الحاج العربي على جميع الفلاحين بالقرية، وجعله مساعدَه الأولَ في جني التمور، إذ كلفه بالصعود إلى كل النخلات الباسقات ذات الطلع النضيد لقطع عناقدها حينا وقطف ما نضج من تمارها أحيانا أخرى.
وفي صباح هذا اليوم لم يأت الحاج إلى البستان، بل ناب عنه خدامه؛ ففد جاء يونس بالحمار وعلي ببساط عريض. وبعد حين بدأ زهير عمله، خلع نعليه وشد الى خصره الحبل وصعد النخلة في مهارة عالية، وقطع عناقدها في خفة ثم نزل منتشيا. وبينما خدام الحاج العربي يجمعون ما توزع من التمر على الجنبات، ارتكن زهير إلى ظل نخلة أخرى وأخرج كاغدا ووضع شيئا من” الحشيش” داخله، ثم لفه، وأشعل فيه النار وباشر في نفث دخانه…
ولما انتهى، أحس بشعور عنتري ينتابه، فبادر إلى الصعود إلى نخلة ثانية، بعدما طلب من يونس جرّ البساط إلى أسفل النخلة، وقتها، أحس خدام الحاج العربي بالدهشة واجتاحتهم رغبة طاحفة في الضحك، فضلوا ساهمين شاخصين أعينهم في زهير، فزهير لم يصعد إلى النخلة الولود وإنما إلى ذكر النخلة الذي لا يمكن أن ينتج تمرا …
قال زهير لما وصل إلى عنق ذكر النخلة : هذه النخلة لم تلد هذا العام…
تبسم علي وقال ليونس: “هذا الشمكار راه طلعات ليه التبويقة”
فنادى يونس: يا زهير لقد ” فعل الشقف فعلته”

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...