*/

الرئيسية > أخبار المغرب

السعليتي أستاذ علم النفس الإجتماعي بجامعة القاضي عياض يطالب بجعل تجويد العلاقة بين الطبيب والمريض ضمن أولويات السلطات المختصة وتجنب الأتوماتيزمات اللغوية مع المرضى

  • الخميس 14 أبريل 2016 - 10:34

توفيق عطيفي – مراكش الآن
أكد الدكتور المصطفى السعليتي، أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية الأداب والعلوم الانسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش، ( أكد) أن جودة العلاقة بين الطبيب والمريض، هي من الأولويات التي ينبغي للجهات الوصية أن تهتم بها، حيث أنه في بعض الأحيان نجد أطباء يستعملون ما اسماه بالأوتوماتيزمات اللغوية مع انسان غير قارئ، وبلغة لا يفهما،مما يتسبب في خلق فهم خاطئ لإعتقاد الطبيب أن لغة تواصله مع المرضى سهلة، ودون وعي منه بأن المريض له لغة فقيرة جدا لا تمكنه من استيعاب رسالة وتوجيهات الطبيب.
وأوضح السعليتي أستاذ علم النفس الاجتماعي، الذي حل ضيفا ليلة يوم أمس الأربعاء 13 أبريل، على برنامج “مباشرة معكم ” الذي تبثه القناة الثانية وبتنشيط من الزميل جامع كلحسن والذي خصص حلقة هذا الأسبوع للمرض السكري، أن علاقة سببية الدائرية يمكن لها أن تفسر لما علاقة المريض بالسكري، حيث خوف الإنسان الزائد وامتلاكه لتمثل حول السكري وربطه الأوتماتيكي بالموت، الى جانب الصورة والفكرة التي يملكها المريض تجاه ذاته والمرض هي التي يمكن ان تتسبب له في المرض، خصوصا في محيط عائلي لا وجود فيه للدعم يصعب عليه التعامل مع المرض كشيء طبيعي، مما يخلق التوتر ومشاكل صحية كبيرة جدا.
وارتباطا بتأثيرات العامل الثقافي، كشف ذات الأستاذ الجامعي، أنه في بعض الحالات يمكن لمرجعيات متعددة أن تتعايش لدى المريض، بين التزامه بزيارة الطبيب والنصائح الطبية من جهة، والمعتقدات الراسخة التي تؤثر في سلوكه مما يقوده إلى أكل كل شيء، باستعماله لميكانزمات دفاعية كالتبرير والقدر، حيث قال:” المريض لا يلتزم بالدواء لأن له تفسير اجتماعي للمرض وتفسير علمي في نفس الوقت، المريض يتعايش مع ما هو علمي وما هو معتقداتي، فلا يمكن فهم هذا المرض الا في سياق مقارباتي ونسقي والوضعية بصفة عامة التي تمكننا من فهمه”، وأضاف: ” الصوم يشكل خطر على مرضى السكري ورغم ذلك يتعنت البعض منهم ويصوم بسبب وجود اعتقادات لها مكانة مركزية في الذهنية، وهي التي تؤثر في السلوك، حيث الشعور بالذنب والخوف، المعتقدات ترقى للنواة المركزية فالنصائح الطبية لحظتها توضع جانبا لأن المشكل الذي قد يعتقده البعض هو غياب المعلومة، ليس المشكل في الجهل ونقص المعلومة، بل حول ما اذا كان المريض يتحكم في الرغبات، اما الحملات التحسيسية لا تأثير لها سلوكيا فقط يمكن ان تغير في المستوى المعرفي وليس تغيير المواقف”.
كما أوضح أن هناك من مرضى السكري، من يجعلون مرضهم في خانة الطابوهات، ولا يقدر في حالة زيارتهم لعائلاتهم من الاعلان عن مرضهم، حتى يأخذ بعين الاعتبار نوعية التغذية التي ستخصصها له، وهو بذلك يضحي بصحته ليرضي الاخرين، الى جانب مشكلة أخرى أساسية لا تقل أهمية عن الطابوهات، وهي طبيعة العقلية المغربية، من خلال عدم القدرة على التحكم في الرغبات، مما يفرض بالضرورة استدخال مراقبة الذات عبر الكبث بمعناه الايجابي وليس المراقبة الخارجية على حد تعبيره.
كما قال الدكتور السعليتي، الذي شارك في حلقة برنامج “مباشرة معكم”، الى جانب عدد من المختصين والمهتمين، أن بعض العائلات المغربية لها القدرة على التكيف مع المرض بصفة عامة والسكري تحديدا بالنظر لموقعها الاجتماعي، لكن هناك في المقابل عائلات فقيرة وغير واعية وتفتقر لثقافة ماذا ينبغي لها أن تأكل وما لا ينبغي لها أكله، مبرزا بأن هناك تغيرات ودينامية حاصلة في المجتمع المغربي، الا أن هذا التغير لا يشمل جميع المغاربة، بالنظر لوجود طبقات اجتماعية لا تلمس اثرا له في الواقع الملموس.
وقال: “في بعض الأحيان نستعمل مصطلحات علمية في سياقات توظيفية خاطئة كمفهوم النشاط الزائد، الذي له معنى علمي، الا أن تطبيقه عكسي لدى المدرسين والمربين، الأمر الذي تترتب عنه نتائج سلبية، وهنا الحاجة الى مراجعة البيداغوجيات التي نعتمدها في تربية الناشئة في مجتمعنا، وأكد منظمة الصحة العالمية تقول أن الصحة لا تعني عدم المرض فقط، بل تعني السعادة وممارسة الطفل لأنشطة متعددة”.
وبالعودة الى علم النفس الاجتماعي، كشف الدكتور السعليتي، أن هذا الأخير يركز في الدرجة الأولى على فهم المريض وليس المرض، حيث أنه اذا كانت المقاربة الطبية تركز على فهم المرض وتشخيصه، فإنه في المقابل ليس لدينا معارف علمية للإنسان المغربي، كيف يتعامل مع المرض وما هي المرجعية الثقافية والمعتقدات وهي موضوع علم النفس الاجتماعي للصحة الذي يهتم بالسلوك العلاجي.

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...