الروس يتدفقون الى سوريا بمعداتهم ورجالهم.. اين المفاجأة ولماذا الاستغراب.. ومن قال انهم سيسمحون بسقوط الرئيس الاسد ونظامه؟ واذا كانت استراتيجيتهم في سورية فاشلة فحدثونا عن نجاح الاستراتيجية الامريكية المضادة؟
عبد الباري عطوان
تزدحم الصحف ومحطات التلفزة العربية هذه الايام، بالتقارير والمقالات التي تركز على وصول طائرات شحن روسية عسكرية الى منطقة اللاذقية محملة بمئات الخبراء، ومئات الاطنان من العتاد العسكري، وكأن روسيا ليست حليفة للنظام السوري منذ عقود، وكأن دعمها له يجب ان يقتصر على “الفودكا”، والبطانيات، وجلود الدببة، وفرو الثعالب القطبية.
روسيا ومنذ بداية الازمة السورية، قالت بالصوت المرتفع، انها لن تسمح بسقوط النظام السوري، او رئيسه، واستخدمت “الفيتو” مرتين في مجلس الامن الدولي ضد اي قرار يسمح بالتدخل العسكري، وفق البند السابع من ميثاق المنظمة الدولية تقدمت به الجامعة العربية مدعومة من الولايات المتحدة الامريكية، وارسلت، اي روسيا، بوارجها البحرية الى شرق البحر المتوسط، في تحد لحاملات الطائرات الامريكية التي رابطت قبالة السواحل السورية استعدادا لقصف سورية اثناء ازمة الاسلحة النووية، فأين المفاجأة، ولماذا يستغرب البعض، والعرب خصوصا، تدفق المساعدات العسكرية الروسية لسورية، في وقت يقولون فيه ان النظام السوري بات ضعيفا اكثر من اي وقت مضى، فمتى يأتي الدعم في العادة من الاصدقاء والحلفاء؟
الدول الكبرى ليست جمعيات خيرية، وعلاقاتها الدولية، وسياساتها في اي منطقة في العالم، ومنطقة الشرق الاوسط بالذات، ليست محكومة بمنظومة من القيم الاخلاقية، وانما بالمصالح، ومن يقول غير ذلك يتسم بالسذاجة وقصر النظر، وروسيا ليست استثناء.
نعم.. روسيا تدافع عن مصالحها، وتريد الحفاظ على قاعدتها العسكرية في طرطوس، والنظام الذي سمح لها باقامتها، باعتبارها، اي القاعدة، آخر موضع قدم لها في المنطقة العربية وحوض البحر المتوسط.
اما اذا عدنا الى الجوانب الاخلاقية التي تحتل مرتبة اقل اهمية في العلاقات بين البلدان في الغرب والشرق، فاننا نعيد التذكير ان من اسباب العداء الغربي والعربي والتركي للنظام السوري رفضه مد انبوب الغاز القطري عبر اراضيه الى تركيا، ومنها الى اوروبا، وبما يؤدي الى منافسة الغاز الروسي الذي يشكل ورقة الضغط الاستراتيجية في يد القيادة الروسية على اوروبا، ومن الطبيعي، بل والمنطقي ان تحفظ هذه القيادة هذا الجميل للنظام السوري، وتبذل كل جهد ممكن لعدم سقوطه، والحيلولة دون خسارته مثلما خسرت ليبيا والعراق واليمن.
الامر لا يحتاج الى تحليل وانتقاء الكلمات، ورص العبارات مع بعض التوابل اللغوية، ويكفي الاطلاع على تصريحات القادة والمسؤولين الروس منذ بداية الازمة لنكتشف، ودون ادنى عناء، مدى الالتزام الروسي في الدفاع عن النظام السوري، والتأكيد في جميع المناسبات على شرعيته وعدم وجود اي بدائل اخرى له.
خمس سنوات اتيحت لامريكا وحلفائها العرب لاطاحة النظام السوري، ضخوا خلالها مليارات الدولارات، وآلاف الاطنان من الاسلحة الحديثة، وآلاف المقاتلين، ومئات الفتاوى، وتوظيف امبراطوريات اعلامية لهدف التعبئة والتحريض، فما هي النتيجة؟ تفتيت سورية والمنطقة، وخلق فوضى دموية، وفتنة طائفية، وميليشيات متصارعة، وحرب اودت بحياة ثلاثمائة الف سوري، وتشريد خمسة ملايين آخرين، وبقية القصة معروفة.. فهل يلام الروس في هذا الصدد، ام يلام الامريكيان وحلفاؤهم العرب؟
اقاموا المجلس الوطني، ثم حولوه الى ائتلاف وطني، واسسوا منظومة اصدقاء سورية من ستين دولة، وجمدوا عضوية سورية في الجامعة العربية، وطردوا ممثلها، واعطوا مقعدها في القمة العربية الى السيد معاذ الخطيب، وازالوا العلم السوري بالوانه الاحمر والاسود والابيض، ووضعوا مكانه علم الثورة السورية، فماذا جاءت النتائج، واين السيد معاذ الخطيب، واين الدكتور برهان غليون، واين هادي البحرة، ومن يتذكر اسم رئيس الائتلاف حاليا، ثم اين الائتلاف السوري نفسه، فمن الذي يلام في هذه الحالة عن هذا الفشل؟
الرئيس باراك اوباما اصدر فتوى يوم امس اثناء اجتماعه ببعض العسكريين قال فيها “ان استراتيجية روسيا في سورية القائمة على دعم نظام الرئيس بشار الاسد خطأ كبير”، وواصل قائلا “سنواصل قولنا لروسيا بأنها لن تستطيع الاستمرار في استراتيجية مصيرها الفشل”.
من المؤكد ان روسيا وقيادتها على وعي تام بتجارب بلادهم السابقة في افغانستان التي انتهت بالهزيمة والانسحاب بفعل دعم التحالف الامريكي العربي للمجاهدين الافغان، ولا نعتقد انهما على استعداد لتكرار التجربة نفسها، لكن سورية تظل غير افغانستان، وروسيا بوتين اليوم قد لا تكون روسيا غورباتشوف الامس، والكلام نفسه ينطبق على امريكا ايضا.
ربما يتفق البعض مع الرئيس اوباما وفتواه هذه، ولكن نتمنى عليه، اي الرئيس اوباما، ان يحدثنا عن النجاحات التي حققتها استراتيجية بلاده وحلفائها في المنطقة العربية، وآخر حلقاتها في سورية؟
فاذا كان الرئيس الامريكي يقول تارة ان الرئيس الاسد غير شرعي وعليه ان يرحل، ويكرر حلفاؤه العرب من خلفه العبارة المأثورة في قاموسهم “انه جزء من الازمة ولا يجب ان يكون جزءا من الحل”، ثم يغير الرئيس اوباما رأيه ويؤكد ان الاولوية يجب ان تعطى لمحاربة “الدولة الاسلامية”، وانه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية على حالها لتجنب تكرار التجربة الليبية، فان السؤال الذي يطرح نفسه هو، عما تريد امريكا وحلفاؤها بالضبط.
نفهم انهم لا يريدون الرئيس الاسد ونظامه، ولا يريدون “الدولة الاسلامية” ولا “جبهة النصرة”، ولا “احرار الشام”، فمن يريدون اذا؟ وما هي خططهم لحكم سورية بعد الرئيس الاسد، بعد ان جربوا اكثر من اربعة قادة للائتلاف الوطني السوري البديل على الاقل، وحتى متى ستستمر هذه الازمة، وكم عاما علينا ان ننتظر؟
بعد خمس سنوات من هذا التخبط والارتباك في الاستراتيجية الامريكية، وادواتها العربية، بقي الرئيس الاسد ونظامه، بينما رحل الشعب السوري، او معظمة، والبقية تستعد لشد الاحزمة للرحيل، اذا اتيحت لها الفرصة، وامتلكت المال اللازم، لاشباع جشع المهربين الذين ينصبون شباكهم لاصطيادهم في الشواطيء التركية والليبية.
الولايات المتحدة وحلفاؤها هم المسؤولون عن كل الازمات التي تعيشها المنطقة عندما غزو العراق واحتلوه، واطاحوا نظامه، وحلوا جيشه، وبذروا بذور الطائفية في ابشع صورها في تربته، ومنها تمددت الى سورية ولبنان واليمن، وقريبا ستحط الرحال في دول الخليج.
الروس والايرانيون لن يتخلوا عن النظام السوري، ومستعدون للقتال من اجل بقائه في سورية، ولكن هل لدى الامريكان وحلفائهم العرب العزيمة نفسها؟
نترك الاجابة للاسابيع المقبلة، وكل ما نكتفي بقوله اننا امام كرة ثلج كبرى بدأت في التدحرج والتضخم، وقد تتحول الى حرب عالمية ثالثة، اذا لم يعود الجميع الى الحكمة والعقل، ويتوصلوا الى حل سياسي يحقن دماءهم قبل ان يحقن دماء السوريين.
اقرا أيضا
عاجل.. تسجيل وفاة تلميذ بسبب الحصبة “بوحمرون” باروهالن
الكراب عامل شيشاوة يفعل آلية الإنصات الترابي لمتضرري الزلزال ويقنعهم بالانخراط الفعال في عملية إعادة الإعمار
الكراب عامل إقليم شيشاوة ورجال سلطة يتفقدون سير أوراش إعادة الإعمار في المناطق الجبلية ويعقدون لقاءات ميدانية مع الساكنة
استقلاليو شيشاوة يشاركون بالمؤتمر العام لتجديد الثقة في نزار البركة أمينًا عاما للاستقلال
عامل إقليم شيشاوة يؤشر على 128 تصميم من تصاميم تحديد مدارات الدواوير التابعة لستة جماعات قروية بإقليم شيشاوة
إدارة وعمال شركة اسمنت المغرب بالمزوضية وطاقم “شيشاوة الآن” يعزون الإطار جفغالي في وفاة عمه
تعزية.. الأساتذة والإداريون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي يعزون في وفاة زوجة الدكتور حسن المودن
عاجل.. احتراق كلي لسيارة خاصة في الطريق السيار بمجاط يستنفر الدرك الملكي
تنسيقيات التعليم تعود للاحتجاج بسبب عدم حل مشكلة الموقوفين
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- محكمة جرائم الأموال بمراكش تبرئ أحمد تويزي من تهمتي “تبديد أموال عمومية والمشاركة في ذلك”
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي لكلية الطب والصيدلة لمراكش يندد بالاوضاع التي تعيشها مصلحة الانكولوجيا بالمستشفى الجامعي
- قمة التعاون الإسلامي: الملك محمد السادس يطالب بـ”وقف العدوان الإسرائيلي” على غزة داعيا إلى “وضع حد للكارثة”
- الملك يحث على مساعدة الدول الأٌقل نموا في إفريقيا مؤكدا على “الصبغة التضامنية” لمشاريع بلاده في القارة
- الملك يهنئ بركة بعد إعادة انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والأساليب المماثلة تنتظم تدريبا وطنيا لفائدة العشرات من النساء والحاجي تشيد بالتنظيم النوعي للدورة
- نجاح متميز لفعاليات الدوري الممتاز للكرة الحديدية بشيشاوة بحضور عامل الإقليم
- المناداة رسميا على الشيشاوي الناضي ضمن تركيبة المنتخب الوطني لأقل من 15 سنة لكرة القدم
- تحركات حثيثة للعثور على بديل للناصيري رئيسا لمجلس عمالة الدار البيضاء
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8
- فأر صغير يحظى بلقب كبير ويدخل غينيس!8
- الدكتور لكريني من مراكش: “الرياضة قوة ناعمة بمقدورها مواصلة تلطيف الأجواء الديبلوماسية بين الشعوب المغاربية رغم بعض التوظيفات المعزولة”8