*/

الرئيسية > أخبار المغرب

العثماني وتحدي أسلوب بنكيران

  • الأحد 30 أبريل 2017 - 10:32

عندما تم إعفاء عبد الإله بنكيران في 15 مارس 2016، خرج من القصر بعد لقاء قصير مع مستشاري الملك، فاتصل به صحافي من وكالة رويترز لأخذ رأيه حول ماذا سيفعل، فرد بتلقائيته المعهودة: «سأذهب لأتوضأ وأصلي وأواصل العمل»، وعندما سأله صحافي عن مدى رضا الملك عنه، رد عليه: «الرضا لأمي والاحترام للملك».. هذا نموذج من أسلوب بنكيران، الذي أطلق عليه الباحث مصطفى بوكرن اسم «البنكيرانية»، وهو أسلوب يقوم على التلقائية، المواجهة، الصراحة، والجرأة، والتواصل المستمر في كل اللحظات، وإشراك الرأي العام عبر تبسيط السياسة بكل الوسائل، بما فيها استعمال النكت والأمثال الشعبية، حتى أصبحت خطب بنكيران تتداول على مواقع اليوتيوب، ومداخلاته في البرلمان تحظى بتتبع كبير. فكيف سيتعامل سعد الدين العثماني مع تركة هذا الأسلوب الذي كان له وقع خاص؟
الكثير من المتتبعين يرون أن العثماني سيعاني جراء هذه التركة، لأن الناس سيلجؤون إلى مقارنته ببنكيران. وحسب مصدر من البيجيدي، فضل عدم ذكر اسمه، فإن العثماني شخص «متكتم وقليل التواصل ولا يميل إلى المواجهة»، كما أنه يميل إلى التحدث بهدوء بعيدا عن أسلوب بنكيران الذي يجمع بين الجد والهزل والانفعال. ويرى عبد العزيز الرماني، الباحث في التواصل، أنه سيكون من الصعب مقارنة أسلوب الرجلين، أو محاكمة العثماني بأسلوب بنكيران، وذلك للأسباب التالية: أولا، «بنكيران ظاهرة إعلامية وتواصلية فريدة في تاريخ رؤساء الحكومات»، بل إنه يعتبر «ظاهرة استثنائية»، فهو يستعمل كل الطرق للإقناع، «النكت والسخرية والأمثال والمعاني»، ثانيا، «نجح في تقريب رجل السياسة من رجل الشارع، وأقنع الناس بالقرارات غير الشعبية». وفي المقابل، فإن العثماني له تجربة أخرى، فهو طبيب نفسي، وفقيه، «شخصيته بعيدة عن استعمال الأساليب الشعبوية بالمعنى الإيجابي للكلمة»، لكنه أيضا شخص «يتصف بالتواضع والأخلاق»، يقول الرماني، و«هما قيمتان سيكون لهما أثر في عمله». في السياق نفسه، يرى عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أن العثماني يتميز «بخلفيته الثقافية وجمعه بين الطب والفقه»، وهي خاصية ستجعل خطابه أقرب إلى النخبة منه إلى الجماهير. حسب قراقي، فإن بنكيران وصل إلى الجماهير لأنه تقمص صورة الشخص المغربي المثالي، الذي يقدره المغاربة، فهو نظيف اليد، ولم ينتقل للعيش في فيلا رئاسة الحكومة، ويتواصل باستمرار، وينفعل، ويبكي ويضحك، ويستعمل بشكل مكثف وسائل التواصل الاجتماعي، يقول قراقي: «الجماهير لن تنسى بنكيران بسهولة».

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...