الإخوةُ الأعداءُ في السَّرد الغربيِّ والعَربيّ مقاربةٌ نفسيَّةٌ جديدة.. كتابٌ جديدٌ للباحث المغربيّ الدكتور حسن المودن
صدر للدكتور والباحث المغربي حسن المودن، عن دار كنوز المعرفة بالأردن كتابٌ جديدٌ بعنوان: الإخوةُ الأعداءُ في السَّرد الغربيِّ والعَربيِّ، مقاربةٌ نفسيَّةٌ جديدة. والكتاب عبارةٌ عن دراسةٍ نفسيّةٍ تطبيقيَّةٍ على أسسٍ نظريَّةٍ معمَّقةٍ ومُحكَمةٍ تنطلق من افتراض أنّه من الممكن أنْ نستمدّ من النصوص الأسطورية أو الدينية أو الأدبية مفهومات وتصورات نفسانية مختلفة ومغايرة لتلك التي صرنا نُسقطها على الكثير من النصوص؛ فبدلَ أنْ نُسقط مفهومًا نفسانيًّا ما على نصٍّ ما، سيكون من الأفضل أن نتساءل: ألا يمكن لهذا النصّ أن يسمح لنا بأن نستمدّ منه مفهومًا نفسانيًّا جديدًا، فنسجّل للنصّ الأدبيّ أصالته وفرادته، ونُسهم، انطلاقًا منه، في تطوير معرفتنا بالإنسان، بلغته وأدبه، وخاصّة من الناحية النفسانية؟
والنصوص التي اقترحَتْها الدّراسةُ حجّةً على زعمها إمكانية استيحاء مفهومات نفسانية أخرى، هي نصوص دينية وأدبية، قديمة وحديثة، موضوعتها المركزية هي: الإخوة الأعداء؛ والسؤال الذي تفرضُ هذه الموضوعةُ طرحَه على التحليل النفسيّ هو: ما هو السؤال الذي ينبغي له أن يحظى بالأولوية: أهو سؤال الأب أم سؤال الأخ؟ ما هي الجريمة الأولى في أقدم المحكيات الإنسانية: أهي جريمة قتل الأب، كما يدّعي التحليل النفسيّ، أم جريمة قتل الأخ كما تؤكّد العديد من النصوص الأسطورية والدينية والأدبية؟ ما هي العقدة الأصلية المتجذّرة في النفسية الإنسانية: أهي عقدة أوديب في التراجيديا الإغريقية أم عقدة قابيل في القصص الدينيّ؟ أعقدة أوديب هي التي تميّز مسرحيات شكسبير أم أن عقدة الأخوة هي التي تحاول هذه الأعمال المسرحية أن تلفت إليها الانتباه؟ ماذا عن عقدة الأخوة في الأدب الروائي: ماذا لو استحضرنا رواية الكاتب الفرنسي دو موباسان: بيير وجان، ورواية فرنسيّ آخر ألكسندر دوما: السيدة الشاحبة، وفرنسيّ ثالث ماكس جالو في روايته: قايين وهابيل، الجريمة الأولى، ورواية الكاتب اليوناني كازانتزاكي: الإخوة الأعداء، ورواية الروائي المصري نجيب محفوظ: أولاد حارتنا؛ ورواية الكاتب الجزائري محمد ديب: هابيل، ورواية الكاتب البرتغالي ساراماغو: قايين، ورواية الكاتب السوري فواز حداد: السوريون الأعداء…؟ والأكثر من ذلك، ماذا لو أخذنا بعين الاعتبار أنّ المسرحيات الأولى في التراث الإغريقيّ تثير، بشكلٍ لافتٍ، مسألة الإخوة الأعداء، ويكفي أن نستحضر ثلاثية الأوريستيا للتراجيديّ الإغريقيّ أسخيلوس، وهو يُعَدُّ أبـاً للمسرح الإغريقي؟
لكن قبل أنْ تدخلَ هذه الدّراسةُ في تحليل هذه الأسئلة والافتراضات، بما يسمح لها بأن تستوحي من بعض النصوص الأسطورية والدينية والتاريخية والأدبية صورةَ مركَّـبٍ عُـقديٍّ جديد، وتُعيِّن له اسماً رمزياً: “عقدة قابيل”، فهي قد عملت على التوسّع في توضيح افتراضاتها النظرية والمنهجيّة في مدخل عامّ بعنوان: مداخل وافتراضات؛ على أنّ الكتاب في مجموعه يتوزّع إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول، وهو مكرَّسٌ لمسألة الإخوة الأعداء في المحكيات الدينية، ويتألّف من ثلاثة مباحث: يفترض المبحث الأول أنّ قصّة النبي يوسف الدينية(كما هي في القرآن الكريم) هي عكس أسطورة أوديب التي مَسرَحها التراجيديّ الإغريقيّ سوفوكليس؛ ويعود المبحث الثاني إلى قصّة قابيل وهابيل الدينية، بافتراض أنّ قتل الأخ هو الخاصية الراسخة في العائلة الأولى. أما المبحث الثالث، فهو يتناول بالدرس المحكي الإبراهيميّ، وعلاقة إبراهيم بابنيه: إسماعيل وإسحاق، والصراع بين الأخوين حول مَنْ يَحقُّ له أنْ يَرثَ الأب؛ والسؤال المركزيّ في هذا المبحث هو: أيتعلّق الأمر بعقدة أوديب أم بعقدة إبراهيم أم بعقدة قابيل؟
الفصل الثاني، ويتناول مسألة الإخوة الأعداء في الآداب الغربية الحديثة، ويتألّف من أربعة مباحث: ينطلق المبحث الأول من كتاب رولان بارت: عن راسين، ويتساءل بخصوص الاثنين معًا (بارت وراسين): أيتعلّق الأمر بعقدة أوديب أم بعقدة الأخوة؟ أمّا المبحث الثاني، فهو يتساءل بخصوص مسرحية: هاملت: أيتعلّق الأمر بعقدة أوديب أم بعقدة الأخوة؟ في حين يتناول المبحث الثالث مسألة الإخوة الأعداء في الرواية الغربية الحديثة، وخاصّة عند دوستويفسكي وكازانتزاكي وساراماغو..أما المبحث الرابع، فهو يكشف عن الموضوع الأكثر حضورًا في الرواية البوليسية، وخاصة عند أجاثا كريستي: الشرّ العائلي..
الفصل الثالث، وهو مكرَّسٌ للرواية العربية، ويتألّف من أربعة مباحث: يتناول المبحث الأول مسألة صراع الإخوة في رواية: أولاد حارتنا للروائيّ المصريّ نجيب محفوظ، بوصفها الرواية التي تدشّن انتقال هذا الروائيّ العربيّ من الاهتمام بسؤال الأب إلى الانتباه إلى أهمية سؤال الأخ. والمبحث الثاني مكرَّسٌ لهذه الشخصية الجديدة: شخصية الإرهابيّ، بوصفها شخصية جديدة في الرواية العربية المعاصرة، من خلال رواية الروائيّ المغربيّ خالد أقلعي: خريف العصافير، وهو مبحثٌ يتساءل إنْ كان الأمر يتعلّق عند الإرهابيّ بعقدة أوديب أم بعقدة الأخوّة. أمّا المبحث الثالث، فهو يتناول مسألة الأخ المنبوذ في الرواية العربية، من خلال رواية الروائيّ السعوديّ عبد الله زايد: المنبوذ؛ في حين يدرس المبحث الرابع سؤال الأخوّة في الرواية النسائية العربية، من خلال رواية: غرف متهاوية للكاتبة الكويتية فاطمة يوسف العلي.
وفي خاتمة الدراسة، سؤالٌ مهمٌّ: لماذا لم يهتمّ فرويد بعقدة الأخوة؟ لماذا ركّز على عقدة أوديب؟ ما علاقة ذلك بروايته العائلية؟ كيف كانت علاقته بإخوته داخل عائلته الحقيقية؟ وكيف كانت علاقته بأقرانه وإخوته داخل بيت التحليل النفسي؟
وإجمالا، ففي هذه الدراسة اشتغل الباحث المغربي الأستاذ الدكتور حسن المودن بنماذج من أقدم المحكيات الدينية والأسطورية، وبنماذج من أحدث المحكيات الأدبية، والروائية بالأخص، من أجل أنْ يتقدّم بهذا الافتراض المركزيّ: إذا كان التحليل النفسيّ، وخاصّة عند فرويد، قد استمدّ من الآداب القديمة والحديثة ما أسّس به انقلابًا جذريًّا في فهم الإنسان وتفسيره؛ فإنه يزعم أن إعادة قراءة الآداب الإنسانية، القديمة والحديثة، يمكنها أنْ تساعد على تطوير مفهوماتنا النقدية والنفسانية، بما يغيِّر من تصوراتنا للآداب الإنسانية التي كانت دومًا تولي عناية خاصّة لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان..
وفي جملة واحدة، ألم يحن الوقتُ بعدُ لكي يمنح التحليلُ النفسي انتباهَـه إلى “عقدة قابيل” التي يفترض الباحث المغربي الأستاذ الدكتور حسن المودن أنها القادرة على تفسير ظواهر العنف والقتل والإرهاب والإجرام في المجتمع الإنساني المعاصر، خاصّة وأننا في مسألة “الأخوة” أمام عقدة أخطر وأهمّ في تكوين الذات الإنسانية وبنائها النفسي والاجتماعي، ذلك لأن عقدة قابيل تسمح لنا بأن نتجاوز التصورَ الفرويدي، الذي يركّز على النمو النفسي ــــــــ الجنسي القائم على دينامية نفسية داخلية وفردية، إلى تصوّرٍ نفسيٍّ يحاول أن يؤسِّس تحليلا نفسيًّا قادرًا على وصف هذا الفضاء العِلاقِـيِّ التفاعليِّ بين الذوات الإنسانية في فضائها العائلي الاجتماعي المشترك؟
اقرا أيضا
عاجل.. تسجيل وفاة تلميذ بسبب الحصبة “بوحمرون” باروهالن
الكراب عامل شيشاوة يفعل آلية الإنصات الترابي لمتضرري الزلزال ويقنعهم بالانخراط الفعال في عملية إعادة الإعمار
الكراب عامل إقليم شيشاوة ورجال سلطة يتفقدون سير أوراش إعادة الإعمار في المناطق الجبلية ويعقدون لقاءات ميدانية مع الساكنة
استقلاليو شيشاوة يشاركون بالمؤتمر العام لتجديد الثقة في نزار البركة أمينًا عاما للاستقلال
عامل إقليم شيشاوة يؤشر على 128 تصميم من تصاميم تحديد مدارات الدواوير التابعة لستة جماعات قروية بإقليم شيشاوة
إدارة وعمال شركة اسمنت المغرب بالمزوضية وطاقم “شيشاوة الآن” يعزون الإطار جفغالي في وفاة عمه
تعزية.. الأساتذة والإداريون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي يعزون في وفاة زوجة الدكتور حسن المودن
عاجل.. احتراق كلي لسيارة خاصة في الطريق السيار بمجاط يستنفر الدرك الملكي
تنسيقيات التعليم تعود للاحتجاج بسبب عدم حل مشكلة الموقوفين
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- محكمة جرائم الأموال بمراكش تبرئ أحمد تويزي من تهمتي “تبديد أموال عمومية والمشاركة في ذلك”
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي لكلية الطب والصيدلة لمراكش يندد بالاوضاع التي تعيشها مصلحة الانكولوجيا بالمستشفى الجامعي
- قمة التعاون الإسلامي: الملك محمد السادس يطالب بـ”وقف العدوان الإسرائيلي” على غزة داعيا إلى “وضع حد للكارثة”
- الملك يحث على مساعدة الدول الأٌقل نموا في إفريقيا مؤكدا على “الصبغة التضامنية” لمشاريع بلاده في القارة
- الملك يهنئ بركة بعد إعادة انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والأساليب المماثلة تنتظم تدريبا وطنيا لفائدة العشرات من النساء والحاجي تشيد بالتنظيم النوعي للدورة
- نجاح متميز لفعاليات الدوري الممتاز للكرة الحديدية بشيشاوة بحضور عامل الإقليم
- المناداة رسميا على الشيشاوي الناضي ضمن تركيبة المنتخب الوطني لأقل من 15 سنة لكرة القدم
- تحركات حثيثة للعثور على بديل للناصيري رئيسا لمجلس عمالة الدار البيضاء
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8
- فأر صغير يحظى بلقب كبير ويدخل غينيس!8
- الدكتور لكريني من مراكش: “الرياضة قوة ناعمة بمقدورها مواصلة تلطيف الأجواء الديبلوماسية بين الشعوب المغاربية رغم بعض التوظيفات المعزولة”8