134 مليار خسائر الطرق بسبب الفيضانات

فيضانات-كلميم-528x415

بعد مرور شهرين تقريبا على مأساة الفيضانات التي عرفتها المناطق الجنوبية، والتي خلفت حوالي 40 قتيلا، وضع عبدالعزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، تقريرا مفصلا حول خسائر هذه الكارثة الطبيعية على مكتب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ونسخة أخرى سلمها لمحمد حصاد، وزير الداخلية، الذي أشرف على خليــة اليقظــة والتنسـيق حول الفيضانات بطلب من الملك محمد السادس.
الجرد الشامل الذي حصلت عليه “شيشاوة الان″، حدد حجم الخسائر المادية المســجلة بالشـبكة الطرقيــة خـلال فتـرة الفيضانـات الأخيـرة بحوالـي 134 مليار سنتيم، فيما لم تنفق الدولة خلال تدخلاتها المستعجلة سوى 4 ملايير و173 مليون سنتيم.
وأعلن التقرير أن عـدد الانقطاعـات في الطرق، التـي تـم تسـجيلها خـلال فتـرة الفيضانـات، بلغت 282 نقطـة، منهـا 88 نقطة بالطرق الوطنية، و75 نقطة بالطرق الجهوية، و119 نقطة بالطرق الإقليمية، ومع ذلك لم تتأثر حركة السير بشكل كبير خلال فترة الفيضانات الأخيرة إلا في حدود 11,73 في المائة، بعدما عرفت حركة المرور استيعاب حوالي 11 مليون عربة.
وأعلن الرباح أن مصالح وزارته توصلت بـ 12.000 مكالمـة خـلال فتـرة الفيضانات، التي امتدت مـا بيـن 20 نونبـر إلـى غايـة 4 دجنبـر 2014، وتركــزت معظم مكالمــات مســتعملي الطريــق علــى الاستفســار حــول حالـة حركـة السـير، ونقـاط الانقطـاع المسـجلة علـى الشـبكة الطرقيـة، والمسـالك البديلـة التـي تـم إيجادهـا مـن أجـل تفادي المحـاور الطرقيـة المقطوعة، والتوقعــات الجويــة المرتقبــة خلال الســاعات المقبلة، والمــدة الزمنيــة المتوقعــة مــن أجــل فتــح المحــاور الطرقيــة المقطوعــة.
الرباح، وفي خطوة لإعادة الحياة إلى الشبكة الطرقية، اقترح على رئيس الحكومة فاتورة 500 مليار سنتيم كغلاف مالي لضمان تنفيذ برنامجٕ إصلاح الأضرار، التي لحقت بـ525 وحدة طرقية بالمناطق المتضررة من الفيضانات، وٕإزالة نقاط الانقطاع بالشبكة الطرقية المهيكلة على الصعيد الوطني، وتوصل تقرير الرباح إلى أن الكلفة التقديرية لدراسات هذه المشاريع ستناهز 30 مليار سنتيم، فيما ستلتهم الأشغال حوالي 470 مليار سنتيم.
وفيما يتعلق بإجراءات الحفاظ على البنية التحتية الطرقية، وتطوير تدبير حركة السير بعد الخسائر التي عرفتها، اقترح الرباح تخصيص 30 مليار سنتيم من أجل إعادة انتشار حظائر الدعم اللوجيستيكي التي تقوم بالتدخلات المستعجلة من أجل إصلاح الطرق والقناطر، مقترحا إنشــاء حظيــرة مركزيــة ثانيــة بأكاديــر تُعهــد إليها مهمــة الدعــم اللوجســتيكي لجهــات، ســوس – ماسـة – درعـة، كلميـم – والسـمارة، العيـون – بوجدور وواد الذهــب – لكويــرة، بالإضافة إلى إحداث حظيــرة مركزيــة ثالثــة بمكنــاس تُعهــد ٕاليهــا مهمــة الدعــم اللوجســتيكي لجهــات مكنــاس تافيلالت، فـاس بولمـان، الجهـة الشـرقية، وطنجـة- تطــوان، الغــرب – شــراردة – بنــي حســاين وتــازة -الحســيمة – تاونــات.
في مقابل ذلك، طالبت توصيات الرباح باقتصــار تدخــل الحظيــرة المركزيــة الوحيدة الموجودة بالدارالبيضــاء بالمناطـق الوسـطى للمملكـة فـي جهـات: الربـاط – ســلا – زمــور – زعيــر والــدار البيضــاء الكبــرى والشــاوية – ورديغــة، وتادلــة ٔازيــال، وعبــدة دكالــة، ومراكــش – تانســيفت الحــوز.
نتائج التقرير الذي تجنب النبش كثيرا في الأسباب العميقة التي أدت إلى انهيار بعض القناطر بشكل كاريكاتوري، توصل إلى أن العديد من المنشـآت المتضررة تعاني مـن التقـادم الطبيعـي للمـواد المكونـة لهـا، وانخفاض قـدرة تحملها مقابــل الارتفــاع الكبيــر لحركــة الســير علــى الطــرق، والتطـور الهائل لحظيـرة العربـات مـن حيـث تعدادهـا وكـذا أوزانهـا.
سبب رئيسي آخر تسبب في الأضرار وأدى إلى انقطاع الطرقــات وتضررها، هو تزامــن حمــولات الوديــان والشــعاب مــع تدفـق ميـاه السـدود، التـي لـم تتمكـن مـن لعـب دورها المرتبـط بالتخفيـف مـن حـدة الحمـولات.