اختتام فعاليات الأيام المسرحية الأولى بسيدي المختاروجمعية روافد تؤكد على ضرورة احداث مركب ثقافي يحتضن ابداعات الشباب

حسن لحلو -شيشاوة الآن
في إطار أنشطتها الثقافية الجادة نظمت جمعية روافد إنسانية الأيام المسرحية بسيدي المختار في نسختها الأولى من 27 حتى 29 ماي ، حيث كان الجمهور المختاري على موعد مع عروض مسرحية حققت نجاحات متعددة في مختلف التظاهرات المسرحية الوطنية والدولية ، كما ثم تنظيم دورة تكوينية في تقنيات المسرح وإعداد الممثل لفائدة شباب سيدي المختار أطرها أساتذة وفنانون متخصصون في هذا المجال .
انطلقت فعاليات الأيام المسرحية يوم الجمعة 27 ماي بعرض مسرح الشارع “كرطونا” لفرقة اغتستان من بني ملال بالفضاء العمومي ساحة بئر انزران ، هذا العرض المتميز الذي حضره جمهور غفير متعطش للفعل الثقافي الجاد والصادق ، وطيلة العرض المسرحي الذي مدته 45 دقيقة استمتع الجمهور المختاري بأداء الممثلين الاحترافي . هذا العرض الذي يصور لنا متسلطا يمتلك ثلاث شخصيات “كرطونات” تبحث عن سبيل للتحرر والانعتاق من سلطة المالك لهذه الكرطونات الثلاث لكي تعيش حياتها وفق ما تريد ، العرض المسرحي حمال لمعاني ودلالات وإسقاطات عميقة في قالب فرجوي كوميدي ماتع وهادف ، العرض من تشخيص كل من الفنان حميد الحو ، عبدالعالي الزوهيري ، عبدالمومن العمري واخرج وتشخيص الفنان عبدالفتاح عشيق سينوغرافيا .
ويوم السبت 28 ماي استفاد الشباب الهاوي للمسرح بالمنطقة من ورشات الدورة التكوينية المقامة بالمركب السوسيورياضي بتنسيق مع مندوبية الشباب والرياضة . حيث كانت اولى الورشات هي ورشة اعداد الممثل من تأطير الفنان الجميل عبدالعالي الزوهيري صباحا ، وورشة الارتجال المسرحي من تأطير الفنان والمخرج المسرحي القدير عبدالفتاح عشيق مساءا . ويوم الأحد 29 ماي استمرت الورشات المسرحية مع الفنان القدير أنس افيتح الذي أطر ورشة الإضاءة المسرحية وورشة الألعاب الدرامية ، وفي ختام الدورة ثم توزيع شواهد المشاركة على الشباب والشابات الذين استفادو من الدورة التكوينية .
في ختام الايام المسرحية كان الجمهور على موعد مع العرض المسرحي الاحترافي “تال فين” لفرقة الكواليس من تيط مليل – الدار البيضاء بفضاء مدرسة الأثير ، هذا العرض المسرحي القوي والجريء الذي يحكي قصة ثلاث شخوص من عمق الهامش المقصي والمنسي … يحكي قصة التلفة التي يعيشها المغاربة بصفة خاصة والانسان بصفة عامة … العرض المسرحي الذي يطرح اشكالات متعددة في قالب ساخر وتارة بطريقة جادة ومسؤولة توحي بضرورة أن يتحمل كل مواطن مسؤوليته بأن يخرج من جبة الصمت السلبي الذي لا طائل منه وأن يتحدث في الضوء لا في الظلام . ومن بين التساؤلات التي يطرحها العرض : “من أنا ؟ ” “شكون انا ” ؟ وينتهي العرض الذي مدته ساعة من الزمن باجابة كل واحد من هؤلاء الشخوص عن التساؤل البسيط في ظاهره والمؤرق في باطنه بذكر أسماءهم الحقيقية بدل اسماءهم في العرض المسرحي . والتأكيد على أن كل واحد يجب أن يكون هو ما يريد لا مايريد الآخر او الآخرين ان يكون .
بعد انتهاء العرض وزعت الشواهد التقديرية والبورتريهات للفنانين ضيوف الأيام المسرحية ، هذه البورتريهات كانت من إبداع الفنان التشكيلي محمد لحلو ابن سيدي المختار .
وتجدر الاشارة أن جمعية روافد انسانية تستنكر غياب بنيات تحتية كدور الثقافة ودور الشباب قادرة على احتضان مثل هذه التظاهرات الفنية والثقافية ، كما صبت ملاحظات الفرق المسرحية في نفس الاتجاه حيث اكدت على ضرورة بناء دار شباب او مركب ثقافي .

received_1745989028988330