*/

الرئيسية > اخبار شيشاوة

“المرأة والفلسفة” موضوع ندوة فلسفية لنادي محبي الفلسفة بثانوية ابن العربي بشيشاوة

  • السبت 28 فبراير 2015 - 10:34

l

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن  

نظم نادي محبي الفلسفة لثانوية ابن العربي التأهيلية ندوة فلسفية حول:المرأة والفلسفة، وذلك بقاعة العروض بذات المؤسسة يوم الجمعة 20 فبراير، والتي قدمها عدد من تلميذات ابن العربي التأهيلية.

هذا فقد افتتحت الندوة بكلمة التلميذ علي أدمو رئيس النادي، الذي أكد أن هذه الندوة تأتي في سياق تفعيل أنشطة النادي داخل المؤسسة، وأوضح أن الفكر الفلسفي في عموميته جاء لمحاربة وتجاوز الفكر النمطي السطحي نحو الوصول إلى العمق الإنساني بتساؤلاته المقلقة، إلى جانب الدعوة لإعمال ملكة العقل كخاصية مميزة للوجود الإنساني.

وكشف ذات المتحدث في الندوة التي حضرها عدد من تلاميذ المؤسسة، أساتذة، وممثلي جمعية الآباء وأولياء التلاميذ، أن ناديه جاء للمساهمة بإزالة تلك الصورة النمطية عن الفلسفة والفلاسفة، والعمل على نقل الفلسفة من برجها العاجي الذي يتهم دائما بالغموض إلى فلسفة حياتية معاشة، قادرة على تجاوز اللامعنى الذي يروج له أعداء الحرية والإنسانية.

بدوره عبر عبد الله مركوك مدير مؤسسة ثانوية ابن العربي عن سعادته بتأطير تلاميذ المؤسسة لندوة تحمل قلق الكبار من عظماء التاريخ، وأضاف أنه آن الأوان لتلاميذ المؤسسة أن “يقتلوا آباءهم وأساتذتهم” لكن قتلا رمزيا لا تسفك بعده أية دماء، قتل يفجر الطاقة الإبداعية وتجديدية تلميذ ابن العربي.

هذا وقدمت التلميذة كوثر ايت الحميدي، مدخلا تناولت فيه إشكالية النظرة الدونية للمرأة في المجال الفكري، وتساءلت:”هل هذه النظرة مستمدة من نظرة الفلسفة اليونانية للمرأة؟ كما وقفت عند إشكالية الرجل والأخر أو ثنائية العقل والجسد  وبالرغم من تفنيده لها (باعتبار أن الفيلسوف هو الذي جعل المرأة رمزا للجسد ثم عاملها على هذا الأساس)، إلا أنه يفسر استئثار الرجل بهذا المجال على أنها (بحسب تعبيرها) غيرة على الحكمة والفلسفة من أن تشاركه فيها المرأة! أي أنه لم يخرج بالمرأة عن دائرة الآخر وهو الطرح الذي جاء به المفكر العربي عبد الفتاح إمام في كتابه “المرأة والفلسفة”. وأنهت مداخلتها بسؤال: هل الرجل هو المعيار؟ ولماذا حتى النساء الفلاسفة عبر التاريخ كانت نظرتهن للمرأة نظرة ذكورية ؟

b

وفي السياق ذاته، تناولت كريمة بربيب تصور فيلسوف التشاؤم أرتور شوبنهور للمرأة، مستعرضة إحدى نصوصه بهذا الصدد، حيث قال:”المرأة كما النملة التي تفقد جناحيها بعد تلقيح الذكر، فالمرأة تفقد جمالها بعد ولد أو اثنين..إلى أن يقول كان الأجدر أن نسمي النساء بالجنس الذي لا يتذوق الفن..وإذا استعرضنا تاريخ النساء فلن نجد امرأة قدمت للعالم قيمة خالدة في أي موضوع، هل الفلسفة أيضا ضد المرأة ؟ لم الجميع ضدها؟ هل المشكلة في الجميع ام في المرأة ؟؟

واستعرضت باقي المداخلات عدد من التجارب الفلسفية النسائية في التاريخ، حيث تناولت خولة كحواش التاريخ الفلسفي لهيباتيا الاسكندرية (415/350-37)، التي لمع اسمها في عالم الفلسفة والفلك والرياضيات. وكشفت وبالإستناد إلى كتب التاريخ أن هيباتيا أعدمت بعد الحرج البالغ الذي تسببت فيه للكنيسة المسيحية وراعيها الأسقف كيراس الأول الذي كان يدرك خطورة هيباتيا على جماعة المسيحيين في المدينة، خاصة وأن أعداد جمهورها كان يزداد بصورة لافتة للأنظار، بالإضافة إلى أن صداقتها للوالي (أوريستوس) الذي كانت بينه وبين أسقف الإسكندرية (كيرلس الأول الملقب “عمود الدين”).

واستكمالا لحضور هيباتيا الوازن داخل الفلسفة، استعرضت التلميذة مريم الكوز أعمال هيباتيا، والتي كانت عبارة عن أعمال مشتركة مع والدها، ثيون الكنسدروس نتيجة لندرة وجود أعمال أنثوية منفردة للنساء في العصور القديمة، ومن مساهماتها الهامة في مجال العلوم: قيامها بعمل رسم الأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي (الهيدرو متر) المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل.

واستحضرت الكوز شهادة المؤرخ الكنسي سقراط عن هيباتيا في كتابه “تاريخ الكنيسة”، قائلاً: “كانت هناك امرأة في الإسكندرية تدعى هيباتيا، وهي ابنة الفيلسوف ثيون. كانت بارعة في تحصيل كل العلوم المعاصرة، ما جعلها تتفوق على كل الفلاسفة المعاصرين لها، حيث كانت تقدم تفسيراتها وشروحاتها الفلسفية، خاصة فلسفة أفلاطون لمريديها الذين قدموا من كل المناطق، بالإضافة إلى تواضعها الشديد لم تكن تهوى الظهور أمام العامة. رغم ذلك كانت تقف أمام قضاة المدينة وحكامها دون أن تفقد مسلكها المتواضع المهيب الذي كان يميزها عن سواها، والذي أكسبها احترامهم وتقدير الجميع لها. كان والي المدينة (اورستوس) في مقدمة هؤلاء الذي كانوا يكنون لها عظيم الاحترام.

وبخصوص إشكالية عاقلية المرأة، أكدت التلميذة شيماء المنشرح في مداخلتها، أن المرأة أعقل من الرجل، لأنها تؤثر أن تكون المعشوق لا العاشق،والمملوك لا المالك. ولأنها كذلك ربما لا تحتاج إلى نبوة أيضا. فالنبي باعتباره وكيلا عن الله يتصرف كمالك الملك. والمرأة هي أقرب إلى فعل الكون منها إلى فعل الملك. أما الرجل فهو على الضد اقرب إلى فعل الملك منه إلى فعل الكون. من هنا فإن حاجته إلى الفلسفة هي بنسبة ابتعاده عن الكينونة. في حين أن قلة حاجة المرأة إليها هي بنسبة اقترابها من كينونتها على حد تعبيرها.

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

One thought on ““المرأة والفلسفة” موضوع ندوة فلسفية لنادي محبي الفلسفة بثانوية ابن العربي بشيشاوة

  1. كل الشكر و الامتنان للاستاذ توفيق عطيفي الذي اثر بجهده لانجاح هذا النادي و في اول مشاركة له .ومساندة اعضاءه .كماان نادي محبي الفلسفة جاء لتحقيق اهداف و هي تشجيع التلاميذ و التنويه بابداعاتهم المتواضعة وتنمية قدرة احترام الذات للراي الاخر.والاهم من كل شئ هو التواصل بين التلاميذ عن طريق المناقشة و التعبير عن الراي الشخصي بكل حرية و تلقائية.اعمال الفكر والتسلح بالشغب الفلسفي.ناهيك عن احترام مبدا المساواة بين الجنسين الذي جاء على اثره موضوع خاص بالمراة و الفلسفة….

التعليقات مغلقة.

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...