أوريد: المدرسة المغربية لا تنتج نخبا ولابد من ثورة ثقافية وتجنب تسليع التعليم

قال الكاتب والمفكر المغربي، حسن أوريد، إن إصلاح منظومة التربية والتكوين مسألة معقدة، بالنظر إلى تكرار عملية الإصلاح، لكن بدون نتيجة.
وأضاف أوريد، في مداخلة عرضها خلال ندوة علمية نظمت، مساء اليوم السبت، بالمركب التربوي ” لابيل إكسلانس ” في مكناس، مؤسسة كريمة النميري، للاحتفاء بكتاب الأستاذ رشيد جرموني، الموسوم بـ” المنظومة التربوية العربية والتحدي المعرفي: مداخل للنقد والاستشراف”، – أضاف – أن مسألة التربية مرتبطة بقضايا عديدة، منها القضية السياسية، في إطار نوعية الشخص الذي نريده، هل نريد الشخص مواطنا أم مؤتمرا، هل فاعلا أم مفعولا به، وهذا جانب سياسي لا يمكن تجاهله، مما يجعل العملية برمتها معقدة.
ولم يفوت الوالي السابق على جهة مكناس تافيلالت الفرصة للتأكيد على أن المدرسة المغربية لم تعد تنتج نخبها، لأن هناك تصحرا معرفيا لا من حيث الكم ولا من حيث النوع، ما دام أن التربية تظهر في مسألة جني الثمار، وكل مراهنة على المبادرات التنموية في غياب التربية، هو نوع من ” الانتحار التنموي “.
وتناول أوريد، في سياق تشخيص داء المنظومة التربوية، بعض المعيقات من قبيل اللغة العربية، وعدم تطابق التكوين مع سوق الشغل، وتوزيع الإنتاج في إطار العدالة الاجتماعية، والانفتاح على تجارب مجاورة، مع ضرورة تجاوز نفس الذهنية، وعدم التعامل مع التربية بمعيار العرض والطلب، لأن التعليم ليس سلعة، والتربية لا ينبغي لها أن تكون كذلك.
واعترف صاحب رواية “رواء مكة ” بالجهودات التي بذلت على مستوى البنية التحتية، لكن المحتوى يعاني خصاصا، ولأجله شدّد على ضرورة قيام ثورة ثقافية، وإلا ستتم إعادة إنتاج الجهل، ولن تكون المدرسة إحدى أدوات الارتقاء الاجتماعي، والنتيجة مجتمع مغلق، وكل مجتمع مغلق يفضي إلى انفجار عاجلا أم آجلا.
جدير بالذكر أن الندوة العلمية شارك فيها الأستاذ عبد الإله هيلالي، والأستاذ عبدالعزيز العلوي المراني، فضلا عن صاحب المؤلف المحتفى به رشيد جرموني.